السلام الآن وإلا.. فلن يأتي!

> فؤاد الهاشم:

> «لو كنت مكان رئيس وزراء لبنان لقبلت ـ على الفور - مبادرة رئيس وزراء إسرائيل بعقد اتفاق سلام مع بلاده»!! هذا ما همست به إلى نفسي وأنا أتابع نشرة الأخبار التي اعلنت عن دعوة «ايهود أولمرت» ورفضها السيد «فؤاد السنيورة»! أما آن الأوان لهذا الجنوب اللبناني أن.. يرتاح؟! أما آن الأوان لهذا البلد أن يلتقط أنفاسه؟! لماذا يستمر لبنان وإسرائيل في تبادل الجثث والأسرى والرفات وبإمكانه أن يتبادل زيارات طلبة الجامعات والفنانين والعلماء والصحافيين والمشاريع الاستثمارية مع كل جيرانه؟! لماذا لا يصبح الجنوب اللبناني مليئا بفنادق الخمس نجوم والمصارف والمطاعم والمرافئ البحرية الخلابة، وحتى ناطحات السحاب وهو يتمتع بكل هذا الجمال الأخاذ الذي تشوه من القنابل العنقودية وجنازير الدبابات وبزات الجنود وقبعات القوات الدولية؟! لبنان يستطيع الانتصار على إسرائيل - اقتصاديا - مثلما نجحت اليابان وألمانيا في مواجهة الاقتصاد الأمريكي، وبيروت ستجعل ميناء حيفا «يكش ذبان» عندما يحل السلام! اتفاقية السلام الإسرائيلية مع مصر قفزت بهذه الأخيرة إلى عشرات السنوات وجعلت منها قوة اقتصادية وسياحية لا يستهان بها، ولولا أن مصر خاضت أربع حروب مع جارتها العبرية زائد حرب الاستنزاف لكانت اليوم هي «كوريا الجنوبية في الشرق الأوسط» أو « سنغافورة - إفريقيا» أو «هونغ.. كونغ - العرب»! الأرض في جنوب لبنان شبعت من دماء الضحايا الأبرياء وأوشكت على أن تصرخ مطالبة بحقها في «الاسمنت والحديد والطابوق والرخام» بعد أن امتلأت لحما وشحما وعظاما للرجال والنساء والأطفال!! إن أي إعمار يتم حاليا في لبنان عقب الحرب لن تكون له فائدة بدون اتفاقية سلام مع إسرائيل حتى يضمن الجميع عدم ظهور مغامر جديد.. «يودي البلد في داهية»! نعم، لا قيمة لإعمار هذه الجمهورية - حاليا، بدون ورقة بيضاء يكتب في أعلاها.. «اتفاقية سلام» ويوقع عليها «أولمرت» و«السنيورة»، ولأن «تل أبيب» الآن مجروحة وتريد السلام بأكثر مما نريده نحن.. فلماذا الرفض والاستمرار في دبلوماسية «اللاءات الثلاثة» التي أكل الدهر عليها و.. شرب؟! إذا لم يأت السلام الآن فإن الدمار سيأتي بعد الإعمار وسنعود - للمرة الألف - إلى المربع الأول!

.. ما زال حزب الله يقول إنه قد انتصر! من الذي يحاصر.. من؟! إسرائيل التي تحاصر « المنتصر» برا وبحرا وجوا، أم إن «المهزوم - إسرائيل» هي التي تعاني من حصار حزب الله لها بحرا وبرا وجوا؟!

عن «الوطن» الكويتية

2سبتمبر 2006

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى