اختصر المهاتما

> فيصل سلمان:

> أفضل ما سمعت من رأي حول الكلمة التي ألقاها رئيس حركة (أمل) في الذكرى ال28 لغياب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، أنه اقترب من أن يكون (المهاتما بري).

اختار رئيس المجلس النيابي ساحة المعركة الكبرى مع العدو الإسرائيلي، مدينة صور، شاطئ الليطاني، لتكون ساحة مواجهة مدنية مع محتل لئيم.

ثم في مواجهة الحصار الجوي والبحري المتمادي اختار الاعتصام في مبنى مجلس النواب، على غرار ما فعله الإمام المغيّب في العاملية احتجاجاً على استمرار الحرب الأهلية.

تماماً كما فعل غاندي في الهند ونجح في أن يجبر الاستعمار الإنكليزي على أن يستمع إلى ما يريده المواطنون، وكان مطلبهم الاستقلال.

أمسك (المهاتما) بري العصا من وسطها. أعلن انحيازه إلى المقاومة المسلحة خياراً من بين خيارات، وركونه إلى الدولة انتماء دون غيرها من انتماءات.

هو في ذلك كان واضحاً، بمعنى أنه أبدى حرصاً لا شك فيه على وحدة الوطن محذراً من أن تتكرر تجربة انسلاخ الباكستان عن الهند.. (الشيعة ملتزمون بلبنان وعروبته ووحدته وبدولة للجميع).

كان صديقي (الغز) يشرح هذه الفكرة وكان النقاش حولها ساخناً. ثمة من لم يعجبه موقف بري ملاحظاً تميّزه عن خيار المقاومة المسلحة، وقال كثيرون إن للمقاومة أشكالاً عدة وأفضلها حسن قراءة التوازنات.

هذا على أية حال نقاش مستمر ولا يلغي خيار بقية الخيارات فالمقاومة تأتي بالعزّة والسياسة تأتي بالدولة ولا عزّة من غير دولة ولا دولة من غير عزّة. إنما لا تقوم واحدة من غير الأخرى.

عن« السفير» اللبنانية

2 سبتمبر 2006

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى