> نجيب محمد يابلي:

نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
لبنان، هذا البلد الجميل والمتواضع في مساحته (15) آلاف و(452) كيلومتراً مربعاً والمتواضع في عدد سكانه (3) ملايين و(800) ألف نسمة,لبنان، هذه البطن التي أنجبت فلتات قلّ أن يجود الزمان بمثلها.

لبنان، هذا الصدر الذي اتسع للتنوع الذي يجسده برلمانه (مجلس النواب) بمقاعده الـ 128 وفق الكوتات التالية:

27 مقعداً للسنة و27 مقعداً للشيعة و8 مقاعد للدروز و34 مقعداً للمارونيين و14 مقعداً للروم الأرثودوكس و6 مقاعد للروم الكاثوليك و6 مقاعد للأرمن الكاثوليك والأرثودوكس و4 مقاعد للبروتستانت والأقليات غير الإسلامية.

تأثر لبنان، أرضاً وشعباً بجملة عوامل جعلت أرضه ساحة للصراع الداخلي والإقليمي والدولي ولا يتسع المجال لتبيان تلك العوامل ومما زاد الطين بلة أن تعرض جزء من أراضيه للاحتلال الإسرائيلي واعتاد الإسرائيليون على اجتياح أراضي لبنان لاقتراف ما يشاؤون من جرائم دون رادع داخلي أو دولي.

برز حزب الله إلى الوجود عام 1982م إثر انشقاقه عن حركة (أمل) ومارس نشاطه في ظل قيادة جماعية حتى عام 1989م عندما انتخب صبحي الطفيلي أول أمين عام للحزب وفي العام 1991م تولى الشيخ عباس الموسوي الأمانة العامة، التي وضعت مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الأولوية في أجندتها، إلا أن إسرائيل أقدمت على جريمتها النكراء في العام 1992م باغتياله ومنذئذٍ والسيد حسن نصر الله أميناً عاماً للحزب والذي توج سهامه بدحر الاحتلال الإسرائيلي في مايو 2000م من جنوب لبنان، إلا أن مزارع شبعا ما تزال تحت الاحتلال.

تابع العالم بأسره العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان خلال الفترة 12 يوليو - 14 أغسطس 2006م، وسميت حرب الـ 33 يوماً بمجزرة الدبابات. لم تألف إسرائيل خلال فترة الصراع العربي - الإسرائيلي خوض حروب طويلة ولم تخبر انكسار قواتها ومعداتها المتطورة بذلك الشكل المهين ولم يخبر شعبها زعزعة أمنه الداخلي الذي دفعه إلى النزوح جنوباً كما حدث خلال الـ 33 يوماً السالفة الذكر. خسرت إسرائيل ماء وجهها وخسرت سمعة جيشها الأسطورية، الذي لم يتمكن من اختراق جنوب لبنان من ناحية ومن الدفاع عن أمن شعبه، الذي سقط في أوساطه قتلى وجرحى و(12) ألف بيت. خسر أولمرت مكانته واكتسب السيد حسن نصر الله كاريزميته، حى أن الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، وزير خارجية قطر قد قال في حوار أجرته معه مجلة «نيوزويك» الأمريكية (في 21/8/2006م) بأن الدول العربية غيرت مواقفها بسبب الضغط الذي مارسه الشعب العربي. الشارع ليس معنا.

المفاجأة الثانية التي أبهرت الجميع كان موقف الفنانات اللبنانيات الداعم لشعبهن في لبنان، فهذه باسكال مشعلاني ترفض الخروج من لبنان أثناء العدوان رغم أنها تحمل الجنسية الكندية وتلغي كل التزاماتها الفنية وتتجول في المناطق المنكوبة بعيداً عن الكاميرات لتقدم الدعم اللازم، وهذه ديانا حداد تعقد مؤتمراً صحفياً في الجزائر وقالت إن المقاومة قد أثبتت للعالم الأوربي والعربي مدى قوتها ووحدتها للدفاع عن لبنان الحر وأحيت بعد ذلك حفلاً فنياً ساهراً غنت فيه للبنان وتبرعت بالريع لشعبها المنكوب، وهذه نانسي عجرم تغني في لندن وباريس للبنان وتتبرع بالريع لشعبها البائس الباسل، وهذه جوليا بطرس تجسد المقاومة في أغانيها وتقدم كل شيء لشعبها.

المفاجأة الثالثة جاءت من نائب إخواني في مصر اسمه محسن راضي، الذي كان قد قدم طلباً إلى البرلمان بمنع حفلات نانسي عجرم وهيفاء وهبي، إلا أنه عدل عن اقتراحه تقديراً للموقف الوطني الرائع للفنانتين اللبنانيتين تجاه شعبهما اللبناني.