المحظة الأخيـرة..المانيا والقات وأشياء أخرى

> حسام محمد سلطان:

>
حسام محمد سلطان
حسام محمد سلطان
نشر موقع «سي إن إن» الإخباري باللغة العربية في 27 أغسطس الماضي خبراً عن انتشار تجارة ومضغ القات في ألمانيا!.. أشار الخبر أن ظاهرة مضغ القات آخذة في الانتشار في ألمانيا بشكل متزايد بل وتضاعفت عما كانت عليه في العام الماضي. كما ذكر الخبر أن أرباح تجارة القات في ألمانيا في هذا العام بلغت 2.5 مليون يورو.

قراءتي للسطور الأولى من الخبر أكدت لي عمق الروابط الحضارية بين الشعبين الصديقين بل أكدت لي بأن الألمان يتتبعون خطى الشعب اليمني، توحدنا فتوحدوا بعدنا خزنا القات وها هم يخزنون، قلت في نفسي لن أستغرب كثيراً إذا ما حملت إلينا وسائل الإعلام قريباً أخباراً عن الاستحقاقات الديمقراطية في ألمانيا أو عن الإصلاحات السياسية ومحاربة الفساد والاستثمارات الخارجية والمناطق الحرة إلى ما هنالك من منجزات سبقناهم إليها. كما تمنيت أن يكون هذا الخبر قد تم رصده من قبل مراكز الأبحاث الاستراتيجية والاقتصادية المنتشرة في سهول بلادي والوديان، لأن انتشار هذا المنتج الحضاري في ألمانيا لا شك سيساعد على ترسيخ التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين فهم لا شك بحاجة إلى خبراء في هذا المجال الاقتصادي والحيوي الذي أنعش الاقتصاد اليمني كثيراً وساهم بشكل رئيس في تحقيق نهضة حضارية وإنسانية يفخر بها اليمانيون في الداخل وفي الخارج. كما أن تجربة اليمن في ترسيخ القات كدعامة رئيسة من دعامات المجتمع اليمني لا شك ستعود بالفائدة على الأصدقاء الألمان إذا ما أرادوا اقتفاء آثارنا في هذا المجال كما هو دأبهم في مجالات أخرى.

عند متابعتي لقراءة الخبر اكتشفت أن ظنوني السابقة كانت كسراب بقيعة، فالقات في ألمانيا يعتبر من المخدرات الممنوعة وتجارته وتعاطيه يعتبران جريمة يعاقب عليها القانون، شيء غريب لأن الاعتقاد السائد عندنا هو أن القات يقف كحائط سد منيع أمام دخول المخدرات إلى مجتمعنا بل إن البعض منا يعتقد أنه السبب وراء تمتع المواطن اليمني بصحة عالية ونشاط موفور. الأدهى من ذلك أن الخبر المنشور يتمادى في غيه إلى الحد الذي ينشر فيه آراء بعض الخبراء الذين لم يراعوا الصداقة ولا العلاقات الثنائية بين البلدين فتدخلوا فيما لا يعنيهم وصرحوا بأن جذور المشكلة الاقتصادية المزمنة التي يعاني منها اليمن، تكمن في نبتة (القات) التي تقف وراء ارتفاع معدلات البطالة وانتشار الأمراض والفقر.. وياليتهم وقفوا عند هذا الحد بل أنهم اتهموا حكومتنا الرشيدة بالفشل فقالوا بزعمهم «وفشلت مساعي الحكومة اليمنية في تقليص عادة مضغ القات المتاصلة، التي (يدمن) عليها قرابة 90 في المائة من الرجال، وسط تزايد أعداد مستخدميها من النساء والأطفال، وفق إحصائية للبنك الدولي، نقلاً عن الاسوشيتد بريس». كما صرح هؤلاء الخبراء المزعومون - الذين بلا شك تحركهم دوافع صليبية بغيضة - بأن زراعة القات في إقليم صنعاء وحده تستهلك 3 أمثال المياه المخصصة لاستهلاك السكان مؤكداً أن هؤلاء الخبراء لم يزوروا صنعاء ليروا بأعينهم المياه المعدنية وهي تملأ البقالات وإشارات المرور.

من قال إن حكومتنا فشلت في تقليص عادة مضغ القات، إنه محض افتراء، حكومتنا مدركة تماماً لفوائد القات الجمة فهي لذلك لم تفشل في تقليص العادة لأنها لا تريد تقليصها أصلاً.. أتمنى أن تكون هذه التصريحات سحابة صيف تعود بعدها العلاقات بين البلدين الصديقين إلى سابق عهدها من تبادل الخبرات والتعاون الثنائي المثمر.. ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى