الرئيس علي عبدالله صالح في حوار خاص مع «الأيام»:حضرموت ستصبح مركزا ماليا جاذبا للاستثمارات ونتمنى أن تجعل المحافظات الأخرى من حضرموت قدوة لها في الاستقرار والأمن

> المكلا «الأيام» خاص

>
رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح
رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح
أجرت «الأيام» لقاءً خاصاً مع فخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح، مرشح المؤتمر الشعبي العام وذلك خلال الزيارة التي قام بها لمحافظة حضرموت في إطار حملته الانتخابية أمس، تناول فيها مجمل القضايا التي تعتمل في بلادنا، وما تم إنجازه في محافظة حضرموت وعلى وجه الخصوص الاستحقاقات الانتخايبة (الرئاسية والمحلية) القادمة.

وتطرق فخامته إلى ما تم إنجازه من مشاريع تطويرية في محافظة حضرموت في مجال الطرق والكهرباء والتعليم الجامعي وأشار بهذا الخصوص إلى أنه وجه بتوفير 25 ميجا وات إسعافية لتغطية الشبكة الكهربائية بحضرموت.

وحول تحويل حضرموت إلى مركز مالي لاستقطاب الاستثمارات أوضح فخامة رئيس الجمهورية أن هناك عدداً من المشاريع تنفذ بهذا الصدد منها اتجاه الدراسات لإنشاء ميناء جديد في مدينة ضبة.

منوها بالدور الذي يضطلع به المستثمرون من أبناء حضرموت في الإسهام بفعالية في إرساء نهضة اقتصادية وعمرانية.

في كثير من الأحيان تستعد لإجراء لقاء صحفي وتذهب لإجرائه، إلا أن هذا اللقاء بالذات وفي هذه الظروف له مهابة خاصة عندما أعلموني بأنني سأجري هذا اللقاء مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله، وأن الموعد هو الصباح الباكر.. أحسست برعشة، أنا أخاف دائما عند الجد وفي الشدة، وازداد الأمر لدي حين اقترب موعد لقائي مع رئيس الدولة برغم علاقتي به ولقاءات سبقت، لكنها ليست كهذا.. اليوم تدور معركة بناء وسلام جديدة في الجمهورية اليمنية، إنها الانتخابات الرئاسية، وهي عنوان لنا إلى كل العالم وحصاد ثقافتنا وتراثنا وتاريخنا .. كيف سيكون اللقاء وما الذي سأقوله لعلي عبدالله صالح الرئيس والإنسان؟ تركت كل شيء لما ينتجه الوقت لحظتئذ .. وركزت كما قال حدسي على لحظة اللقاء .. وهذا هو المهم وما حصل.

< فخامة الأخ الرئيس وأنتم تزورون محافظة حضرموت وعددا من المحافظات أيضا في إطار زيارة تفقدية ولقاءات مماثلة في البرنامج الخاص بكم للانتخابات الرئاسية، وقد سبق لكم أن تحدثتم عن أهمية حضرموت قبل سنوات طويلة والاتجاه نحو تطويرها ونقلها نحو المستقبل، ووفيتم بهذا .. في هذا اليوم الجديد ماذا يدور في ذهن فخامتكم بخصوص حضرموت راهناً على الأقل؟

- يسعدني أن ألتقي عبر هذه الصحيفة بالقراء والمواطنين الكرام، وكذا بأبناء محافظة حضرموت خصوصا لوجودي هنا، وأرى أنه بعد ما تحقق وما تم إنجازه من الخطة التنموية وبالأخص إنجاز شبكة الطرق وجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا والمعاهد المنتشرة في معظم المدن وذات التخصصات الفنية، والانتهاء من استكمال الكهرباء التي كانت مشكلة في حضرموت الساحل والوادي، وبالاهتمام الواسع تغير الأمر الآن وأصبح حقيقة واضحة موجودة، طبعا الكهرباء والاحتياجات الملحة للكهرباء والمزيد من الطاقة تجعلنا في استعداد وتفكير دائم، فلقد وجهنا بإيجاد 25 ميجا إسعافية، على طريق إنجاز واستكمال المشروع الحيوي والاستراتيجي للطاقة في السنوات القريبة القادمة، والذي من خلاله ستغطي الطاقة كامل حضرموت مدنا وجبالا ووديانا وصحراء.

في عام 2007م ستستكمل شبكة الطرقات في محافظة حضرموت، وهذا ما أخبرني به الاخوة في السلطة المحلية، أي أنه سيتم إنجاز الطرقات الجبلية والصحراوية وفي الوديان البعيدة، وهي شبكة طرق نموذجية ورائعة.

وأحب هنا أن أشيد بمدخل مدينة المكلا، فهو من المداخل الجميلة للمدن وبصدق وبكل إعجاب أقول إنه أجمل مدخل رأيته لمدينة يمنية وطوله 36 كم، ولا يوجد مثيل له لا في صنعاء ولا في عدن ولا في تعز، لماذا اصبح مدخل مدينة المكلا جميلا حقا؟ أولاً لأن المنطقة واسعة وأيضا - وهذا هو المهم - لأن أصحاب المنطقة متعاونون مع السلطة المحلية.. تنعم محافظة حضرموت بالاستقرار والهدوء والأمن وهي صفات جيدة وإيجابية ونتمنى أن تجعل المحافظات الاخرى من حضرموت قدوة لها في الهدوء والاستقرار والأمن وكذا الالتزام بالنظام والقانون، ولا بأس أن يكون لها رأي آخر وصوت مرفوع وبالأخص فيما يخص المحافظة من مطالبات ومتطلبات واحتياجات تطويرية وخدمية وتنموية، ولكننا نؤكد هنا أنها محافظة مسالمة، ولها جذور ثقافية تليدة، ومن هذا الجانب نرى أننا سنوليها كل اهتمام وعناية وسنستكمل ما تبقى من طموحات لأبناء حضرموت في شتى المجالات.

توقف فخامته لبرهة، ثم عاد وقال: شبكة الصرف الصحي تم إنجازها في المكلا ومدن الوادي: سيئون، شبام، وتريم ويسير إنجازها بوتيرة ملحوظة. أريد أن أقول كلمة، حضرموت تستحق الاهتمام بها وأنا كلما أتيت الى حضرموت أشعر بالدفء الغامر مع أهلها الطيبين.

< قلت لفخامة الرئيس: مما تفضلتم به، نطّلع ونعلم أن حضرموت قد أبلت حسنا في مساندة آرائكم وخطواتكم في بناء الدولة، ووقفت إلى جانبكم في مسألة ترسيم الحدود وأيضا موضوع التنمية وأهدافها .. تقديركم لهذه المواقف كيف نفسره اليوم؟

- رد علي بهدوء وهو ينظر إلى عيني مباشرة: هذا طبيعي، وقوف أبناء حضرموت - كل أبناء حضرموت - المثقفين والسياسيين ورجال الأعمال والعلماء والشخصيات الاجتماعية، قلت آنفا إنهم يميلون إلى الهدوء ويساندون على الدوام الشرعية والنظام، ومحبتهم هذه أوجدت الفكر المستنير والمساند للحكم وللقانون، ولهذا فهم دائما يقفون إلى جانب الدولة وإلى جانب الشرعية.

أما في مسألة ترسيم الحدود آنذاك فقد كان أبناء ورجال حضرموت خير عون وأعطوا الرأي الصائب والعقلاني الذي خدم الأهداف، وهذا كان مهماً بالنسبة لنا والحمد لله. والآن نحن سوّرنا حدودنا مع الدول المجاورة: سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وارتيريا، وهذا إنجاز كبير لليمن ومن هنا فأبناء حضرموت يستحقون الشكر والتقدير.

< خلال خطاباتكم السابقة واللقاءات المهتمة بحضرموت أشرتم ذات مرة وبتأكيد قوي أن فخامتكم تنوون تحويل حضرموت إلى مركز مالي أو قطب جاذب للاموال والاستثمار في نطاق اتجاهاتكم التنموية والوطنية الراهنة .. إلى أين قرب أو بعد هذا الرأي لديكم؟

- أجاب فخامته مشكورا فقال: نحن في هذه الأوقات بصدد إنجاز الميناء، الذي كانت الدراسات تتجه نحو إقامته في بروم، ولكن الآن الدراسات الأخيرة تتجه نحو ضبة، أما عن سؤالكم فنعم ستكون حضرموت مركزا ماليا مهما جدا .. لماذا؟ لأن معظم أهلها مغتربون ومنذ فترات زمنية طويلة في الدول المجاورة العربية ودول جنوب شرق آسيا ودول شرق افريقيا ايضا، ولهذه العوامل وما سبق حول حضرموت فلا بد أن تكون منطقة مالية، وخاصة لو تلاحظ أن سعر الصرف أو سعر العملة يكون مركزه حضرموت، وهو مركز رئيس ويتحكم بسعر العملة في الوطن والارتفاع والانخفاض يأتي من هنا، وهذا بسبب وجود تحويلات نقدية من الاستثمارات من الحضارم في اليمن، وبعد أن حلت مشكلة الحدود مع السعودية تشجع عدد كبير من الحضارم المقيمين وحاملي الجنسية للاتجاه الى الاستثمار في بلدهم، وهذا ما أظهر نهضة اقتصادية وعمرانية بتزامن نشاط القطاع العام مع الخاص، والاثنان يسيران في خطين متوازيين وهذا لم يخل بالتوازن لدينا، إذ أنه شيء جيد أن تمضي المسارات متواكبة متوازية ومؤثرة في التنمية تصاعديا وهذا من مميزات محافظة حضرموت التي تقل في المحافظات الأخرى التي تعتمد بعضها على الدولة.

< من حديثكم والتوجه لدى فخامتكم والحكومة أىضا نرى أن العبء لا يلقى في حضرموت على جانب واحد، هناك عدة اتجاهات اقتصادية تخدم بعضها وهي ناشطة وذات تأثير اقتصادي وتنموي.

- قاطعني فخامته قائلا: دعني أقول لك شيئا مهما هنا، دعنا نتحدث عن كيفية نمو الاستثمار والتوظيفات في الاصطياد السمكي والآن من بعد الوحدة لدينا مصنعان لتعليب التونة، كان لدينا مصنع حكومي فطورنا الحكومي وأقمنا مصانع أخرى بجانبه، وهناك ميناء الاصطياد الذي منح للشيخ عبدالله بقشان، هذا استثمار سمكي يوازي الاستثمار النفطي، وهناك استثمار فندقي وخدمي وصناعي في الوادي والساحل.

< لإنهاء مسألة المنتفعين والملاك بالمكلا وضماناً لحصول هؤلاء المنتفعين على مدينة لائقة، ثمن الرأي العام بحضرموت موقفكم بخصوص تشكيل لجنة لمعالجة هذه المسألة ونجحت، وتولى الأخ عبدالقادر علي هلال إتمام التنفيذ وهو ما يراه الناس مكسبا للمواطن حققه الرئيس.

- لقد سعينا إلى الحل النهائي، لم يعد لدينا وقت في جعل الإخوة المنتفعين ينتظرون كثيرا، ومن خلال توجيهنا بتشكيل لجنة تحسم المسألة، وجهنا ببناء مدينة المنتفعين التي تنجز الآن وتستكمل بها الأعمال الهندسية والفنية، واطلعنا على التقارير الإيجابية بهذا الشأن، ونقدر دور السلطة المحلية بحضرموت في إنهاء وإعادة أملاك الملاك وإقامة مدينة تستوعب كل المنتفعين بالمكلا وغيدها، وربما نجحنا في هذا الأمر وهي تجربة جيدة لمعالجة قضايا تخدم المواطن وتعيد الحق لأصحابه.

< توقف فخامته عن الحديث ولكني لم أتوقف، رأيت شيئاً في عينيه يحكي أو يريد ان ينطق .. سألت: كيف يا فخامة الرئيس تحسون بعلاقاتكم بالمواطن في حضرموت أو دعني أقولها بوضوح: شعبية العلاقة معكم بوجودكم بحضرموت أم وأنتم خارجهما .. إحساسكم بأبناء حضرموت كيف هو؟

- رد وهو يبتسم: علاقة الأخ مع أخيه والأب مع ابنه، لا أجد هنا كلفة بيننا، علمتني حضرموت أن أبعد الكلفة بين الرئيس والناس وهم يبادلونني نفس المشاعر.. شكرا لهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى