المحطة الأخيــرة.. التجمع.. الضجيج الهادئ

> د. عبدالله عوبل:

> رغم تواضع عدته وعتاده استطاع التجمع الوحدوي اليمني أن يعقد مؤتمره العام الثاني قبل أيام، ومن قاعة مركز الدراسات والبحوث في صنعاء أكد التجمع تفاعله مع الأحداث في الساحة اليمنية، خصوصاً زخم الانتخابات الرئاسية والمحلية، وأن يثبت أنه مازال فاعلاً في العملية السياسية اليمنية.

ولم يحظ المؤتمر بالتغطية الإعلامية التي يستحقها باستثناء بعض الصحف الأهلية التي سعت مشكورة إلى تقديم صورة موجزة عن أعمال المؤتمر ونتائجه وعلى وجه الخصوص «يمن تايمز» و«الأيام» أما زملاؤنا في صحف المعارضة فيعذروننا أو نعذرهم.. ربما قدّروا أن مؤتمر التجمع قد عقد في الزمن الخطأ.. لكننا نحسب أن الالتفات قليلاًُ إلى المؤتمر التجمعي لم يكن ليطفئ جذوة السجال الانتخابي.. بالعكس، فالمؤتمر قد أضاف عناصر داعمة لحرارة المنافسة الانتخابية.. مع ذلك لم نكن نتوقع أن يصور مؤتمر حزب التجمع وكأنه ينعقد على أطراف بورندي.

قال المؤتمر كلاماً مهماً في الشأن الوطني: رسم خطوطاً عامة لسياسات تنموية بديلة تقوم على تدخل الدولة في مساعدة المنتجين الصغار والمتوسطين وتقديم الرعاية والتسهيلات للفئات الوسطى وتوجيه الاستثمار إلى التنمية البشرية التي تقوم على التمكين والمشاركة.. إنها تنمية من النوع المتوسط تستخدم فيها الموارد بصورة عقلانية. وأظهر المؤتمر أهمية الأفق التنموي في التعامل مع الملكية الخاصة والحكومية وحذر من خطورة اللعب بأوراق الملكية والوظيفة العامة ونظام الأجور على السلام الاجتماعي. وأكد على أهمية الحوار والتواصل مع أطراف العملية السياسية في البلاد، وحذر المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك من خطورة تجاوز أصول اللعبة الانتخابية، وأدان أحداث الجوف وما تلاها واعتبرها جرائم لا يمكن تبريرها.

سار التجمعيون نحو مؤتمرهم رغم الأشواك وقلة زاد الطرق.. وصلوا إلى محطتهم، وفيها رسموا معالم لخارطة طريق للانطلاق نحو مستقبل، الوصول إليه ليس سهلا.. لكن لديهم الإصرار على التقدم نحو الأهداف التي رسموها.

لقد أوقفت صحيفة التجمع.. وحوصر حزبنا من الدعم الحكومي.. ربما تأخرنا قليلاً، لكننا لم نكن في غفوة.. ومع ذلك لم يكن هذا هو الذي أحزننا.. ما أحزننا حقا، هو أننا تركنا لوحدنا نواجه كل هذه المصاعب، تركنا وحدنا نحمل همّ الأمانة التي تركها نعمان والجاوي.. رغم أنهما ملك للوطن كله.. رغم هذا كله حمل التجمعيون الأمانة في حنايا صدورهم .. ومازالوا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى