روس يطردون مهاجرين من بلدة في أعمال عنف عنصرية

> روسيا «الأيام» جيمس كيلنر :

>
أعمال عنف عنصرية في روسيا
أعمال عنف عنصرية في روسيا
توجد عشرات من الأكشاك الصغيرة في سوق مدمرة على وشك التعفن وسط الأمطار وهناك مطعم محترق بعد أن تعرض للنهب وكل نوافذه مغطاة,هذا هو المشهد الذي خلفه أحدث انفجار يقع في روسيا في إطار أعمال عنف عنصرية والتي تسببت فيها ولأول مرة مجموعة متحالفة من السكان المحليين ومتطرفون من موسكو في إخراج مجموعة عرقية بأكملها من البلدة فيما يبدو.

وقال ثلاثة من منطقة القوقاز من ذوي البشرة الداكنة أجرت معهم رويترز مقابلة في كوندوبوجا قرب الحدود مع فنلندا إنه كان هناك 150 مهاجرا في البلدة قبل أعمال العنف. والآن لا يتعدى العدد 20 شخصا.

وقال أحدهم "إذا لم تتحسن الأوضاع فسنضطر للرحيل. ولا نعتقد أنها ستتحسن" متحدثا بصوت منخفض وهو يلتفت حوله بتوتر شديد في السوق الخالية.

وقالت ماريا ليبمان وهي محللة سياسية في مركز كارنيجي موسكو "هذا شيء فريد... للأسف فإن هذا ما يطالب به سكان كوندوبوجا.. طرد القوقاز من البلدة."

ومنذ انهيار الشيوعية عام 1991 بدأت بالفعل اتجاهات عنصرية متزايدة تظهر في روسيا ومن أسباب تفاقهما الهجمات التي كان يشنها انفصاليون شيشان والتي أثارت الريبة في أي أشخاص يبدو أنهم ليسوا روسيين.

وبدأت الاضطرابات في كوندوبوجا وهي البلدة التي يسكنها 40 ألف نسمة في إقليم كاريليا الروسي بعد معركة نشبت في حانة بسبب عدم دفع فاتورة بين سكان محليين وشيشان قتل خلالها روسيان.

وتسبب مقتل الروسيين في إذكاء مشاعر الاستياء المتصاعدة من الجالية الصغيرة من منطقة القوقاز والتي تشمل شيشان وكذلك مهاجرين من أذربيجان وأرمينيا والتي يقول الروس إنها سيطرت على السوق وقدمت رشى للشرطة,والآن فهم يريدون طرد المهاجرين.

لذلك لجأ سكان محليون إلى مجموعة العمل لمكافحة الهجرة غير المشروعة ومقرها موسكو وهي مجموعة استشارية غير رسمية يمينية متطرفة للعلاقات العامة ولا تجد حرجا في إعلان مسؤوليتها عن هذه الحملة.

وقال اليكسي ميخائيلوف وهو زعيم في المجموعة "نحن نؤيد إبعاد كل المهاجرين بشكل غير مشروع من كاريليا." وأضاف أن المجموعة التي أرسلت أعضاء إلى كوندوبوجا تعتبر أغلب المهاجرين غير شرعيين.

وينص الدستور الروسي على أن من حق كل المواطنين بغض النظر عن أصلهم العرقي العمل في أي مكان في روسيا.

ولكن ميخائيلوف (30 عاما) وهو مهندس الكترونيات ونال درجة الدكتوراه في الطبيعة من جامعة موسكو وكان يعمل في سان فرانسيسكو لا يتوفر له الوقت الكافي لمثل هذه التصريحات.

وأردف قائلا "ليس لدينا أي شيء نقوله للمغتربين العرقيين.. لابد من إبعادهم عن أي مفاوضات."

وفي الثاني من سبتمبر ايلول بعد عدة أيام من المعركة هاجم نحو ألفين من السكان المحليين متاجر وممتلكات سكان من القوقاز. كما دمروا الأكشاك الموجودة في السوق ورشقوا منازل المهاجرين بالحجارة وحرقوا ونهبوا المطعم الأذري الذي قتل فيه الروسيان.

واستمرت أعمال العنف إلى الليل ولم تنته إلى بعد استدعاء السلطات لتعزيزات من الشرطة من بتروزافودسك عاصمة الإقليم.

وقال ميخائيلوف إن مجموعة العمل لمكافحة الهجرة غير المشروعة لم تخطط لأعمال شغب ولكنه اعتبر النتيجة إيجابية.

وأضاف "كان نجاحا على مستوى العلاقات العامة. تمكننا من توصيل رسالتنا."

وفي مصحة قديمة للاستشفاء على بعد عدة كيلومترات من بتروزافودسك تحمي قوات خاصة يحمل أفرادها بنادق كلاشنيكوف نحو 50 شيشانيا فروا من كوندوبوجا بعد أعمال العنف.

وقال حمزة محمدوف "إنها ليست معركة بسيطة بين مجموعتين عرقيتين... في هذا الصراع كان هناك اتفاق بين المجرمين المحليين وجماعات قومية ضد الجالية الشيشانية." ويبلغ محمدوف 42 عاما وهو من الشيشان وكان يعيش في كوندوبوجا سبع سنوات.

وقال مركز سوفا ومقره موسكو الذي يرصد الهجمات العنصرية في أنحاء روسيا إن الهجمات تتزايد كل عام وإن العنصريين قتلوا 33 شخصا وأصابوا 280 بالفعل هذا العام بينهم 11 قتلوا في انفجار في أغسطس آب بسوق متعددة الأعراق في موسكو.

وبعد أحداث الشغب التي وقعت في كوندوبوجا نظمت مجموعة العمل لمكافحة الهجرة غير المشروعة تجمعا حاشدا سلميا في بتروزافودسك بعد عدة أيام. وتعتزم تنظيم تجمعات أخرى مناهضة للمهاجرين خلال العام الحالي وعرضت تقديم المساعدة لمدن أخرى تريد التخلص من المهاجرين.

ويرغب سيرجي كاتاناندوف حاكم كاريليا في تصوير أعمال الشغب على أنها اضطرابات محدودة بين مجموعتين عرقيتين على نطاق ضيق تسبب فيها مثيرو شغب من موسكو وإنها سوف تتلاشى بمرور الوقت.

وقال الكسندر سميرنوف المتحدث باسم كاتاناندوف "كانت مشكلة بين عصابتين... بمساعدة الدخلاء تحولت معركة بين عصابتين إلى صراع له تداعيات أوسع نطاقا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى