الـرئـيـس

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
كانت قناة «الجزيرة» قريبة من حدث ومجريات الانتخابات في بلادنا، إلى حد أن برنامجها «بلا حدود» الذي استضاف فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، مرشح المؤتمر الشعبي العام، و«لقاء اليوم» مع الأخ المهندس فيصل عثمان بن شملان، مرشح أحزاب اللقاء المشترك مثلا مناظرة غير مباشرة بين المرشحين: علي عبدالله صالح وفيصل بن شملان، غير أن مرشح المؤتمر الشعبي استطاع أن يتسيد فيها بما له من خبرة طويلة ومران مكتسب لمواجهة الأضواء وعدسات التصوير والأسئلة الخبيثة والمحرجة، ناهيك عن درايته الكافية من موقعه بكل مفردات وتفاصيل الحياة السياسية في البلاد، وهي خصائص ومفردات دقيقة ومهمة لم تكن طوع بنان ابن شملان، الإداري الكفؤ من فئة التكنوقراط، وبدا أن المستشارين من حوله لم يسعفوه أو يعينوه بما فيه الكفاية ليتجاوب بألق كما فعل منافسه مع أسئلة المذيع وما وراءها، الأمر الذي رفع من رصيد مرشح المؤتمر الشعبي وأهبط من أسهم مرشح المشترك ورصيده الجماهيري.

لقد كانت المبادأة للمشترك في مهرجانات شملان باتجاه تجييش الجماهير ونسف إنجازات صالح كاملة، ولم يطل الانتظار طويلاً إذ دخل مرشح المؤتمر الشعبي حلبة المنافسة بحيويته المعهودة ويرد الصاع صاعين للمشترك مستفيداًَ من «كاريزما» يتمتع بها، ومن مقدرة على مخاطبة الجماهير وتفجير المفاجآت في الوقت المناسب، كانت أشدها وطأة على نفوس منافسيه إعلان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب، رئيس التجمع اليمني للإصلاح انحيازه الصريح لجهة الأخ علي عبدالله صالح كمرشح للرئاسة المقبلة دون أن يلتفت إلى الدور الذي يلعبه حزبه كقائد لا منازع له في «اللقاء المشترك» وفي حملة ابن شملان الانتخابية، ودون مراعاة للدور الكبير الذي يلعبه في الاتجاه ذاته نجله الشيخ حميد الأحمر.

وبالإضافة إلى طريقة اختيار بن شملان مرشحاً للقاء المشترك، بانتقائية إصلاحية تصب في طاحونته، وتفرد الإصلاح بالدور الأكبر في سير الحملة الانتخابية، وانبثاق العزب مرشحاً إصلاحياً مسكوتاً عنه في هذه الحملة، بالإضافة إلى ما أحدثته مواقف رئيس تجمع الإصلاح بتزكية مرشح المؤتمر وما بدا عليه الحزب الاشتراكي بتاريخه الطويل كتابع للإصلاح في هذه الحملة، كلها أمور جعلت صفاً طويلاً في الحزب يتململ من موقف قيادته ويسعى لإخراج حزبه من هذا المأزق.

وثالثة المفاجآت التي وظفت بذكاء لصالح مرشح المؤتمر الشعبي توقيت عودة القيادات الرابطية من الخارج، برئاسة الأخ عبدالرحمن علي الجفري، لتتزامن مع بلوغ الحملة الانتخابية الرئاسية أوج ذروتها، ولتضيف الكلمة التي ألقاها الأخ عبدالرحمن الجفري في مهرجان الأخ علي عبدالله صالح الانتخابي في عدن رصيداً إضافياً للاخ المرشح، فهو الأكفأ والأقدر على تحمل مسئولية الوطن في المرحلة المقبلة حسب ما قاله الجفري.

إن كل الدلائل تشير إلى أن اليمن مقبلة على مرحلة جديدة من التحول السياسي الديمقراطي بتحالفات وطنية جديدة ستكشف عنها الأيام القادمة بعد الانتخابات، وبالاتجاه نحو المهام العالقة ومنها تحسين معيشة المواطنين والقضاء على الفقر والبطالة ومكافحة الفساد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى