> أنجبت عدن الباسلة الهادئة والصامدة على مر الأجيال العديد من عمالقة الرياضة وفرسانها، ولعل أبرز هؤلاء نجم النجوم شرف محفوظ، اللاعب الرائع الذي شهدت ملاعب الوطن له صولات وجولات كثيرة مع فريقه العميد، وخارج الوطن الحبيب حينما كان يرتدي شعار الوطن، حتى غمار الاحتراف الخارجي خاضه شرف بكل نجاح مع زميليه الرائعين خالد عفارة والمرحوم عارف عبدربه وذلك في صفوف تضامن صور اللبناني.. ولعلي لا أضيف له شيئاً عندما أقول أنه اللاعب اليمني الوحيد الذي كرم بالحذاء الذهبي كهداف للعرب بـ30هدفاً.

هذا الشرف التلالي عندما أراد أن يترجل ويعتزل اللعب ليترك الفرصة لشباب ناديه كي يبدعوا مثله، لم يجد المسكين من يتحمس له سوى بالكلام المنمق والمعسول، فمن سنة إلى سنة وإلى أخرى وهو يتابع وراء تتويج مشواره الكبير، والكل (ناديه واتحاد الكرة والوزارة) يماطلونه، في الوقت الذي اعتزل قبله لاعبون اتخذوا هذا القرار الشجاع بعده، ورغم ذلك عندما اسند له ناديه مهمة تدريب الفريق خلفاً للكابتن سامي نعاش، هب في الحال وقاد الفريق من الرقم 13 وحتى مركز البرونز المرموق.. وقبل أن يتنفس الصعداء عادت إدارة النادي التي لم تستقدم المدرب الأجنبي الموعود لقيادة الفريق في دوري أبطال العرب والدوري العام القادم عادت لتكلفه من جديد بمهمة أكبر وأصعب لينجح في شقها الأول (ذهاب أبطال العرب) بتعادل فريقه في أرضه رغم الظروف الصعبة وتهرب المسؤولين من مساندة التلال ممثل اليمن في البطولة العربية الهامة.

على كل حال أملنا في أن تكلل مهمة الشرف بالنجاح ليكافـأ ورأسه مرفوعة بإقامة مهرجانه (التائه) في عدن.. فهل يتحقق أملنا؟ نرجو ذلك.