بيروت بعد اغتيال الحريري.. 17 ألف حقيقة وكثير من السراب

> الإسماعيلية «الأيام» سعد القرش:

> فتح الاغتيال الغامض لرئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري العام الماضي ثغرة في كثير من المسكوت عنه في بلاد لاتزال ساحة مفتوحة لحوارات وانتفاضات وحروب أهلية وخارجية ففي الفيلم التسجيلي (يوميات بيروت: الحقيقة والسراب) خليط من الأفكار وسط احتفالات كرنفالية أعقبت اغتيال الحريري في فبراير 2005 تتساءل عن "الاحتلال" السوري للبلاد وسلاح حزب الله والدور الأمريكي في لبنان الذي يقولون إنه لم يحكم نفسه منذ عام 1943 وإنه يستعيد حريته واستقلاله الحقيقي لأول مرة.

في أحد المشاهد الدالة في الفيلم الذي عرض مساء الأحد بمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة يختلط الأبيض بالأسود حيث تقف أمهات الغائبين منذ الحرب الأهلية (1975 - 1990) مطالبات بالحق في معرفة مصير أبنائهم الغائبين. وتقول إحدى هؤلاء الأمهات مع بطلة الفيلم نادين زيدان (25 عاما) إن اغتيال الحريري حقيقة لكن كل مواطن في البلاد لديه حقيقة وإن هناك كثيرا من الكذب و17 ألف حقيقة تمثل 17 ألف لبناني مفقود لا يعرف مصيرهم إلى الآن.

وكرم المهرجان في حفل الافتتاح الجمعة الماضي مخرجة الفيلم مي المصري وهي لبنانية-فلسطينية كما نظم لها الأحد عرضا لفيلم (يوميات بيروت: الحقيقة والسراب) الذي يعرض لأول مرة في العالم العربي وفيلمها القديم (أحلام في المنفى) وأصدر عنها كتابا بعنوان (مندوبة الأحلام: سينما مي المصري) للناقد السوري-الفلسطيني فجر يعقوب وكتب مقدمته الناقد اللبناني البارز إبراهيم العريس.

وقالت مخرجة الفيلم إنها لم تكتب له سيناريو بل عاشت أحداثه التي تبدأ عقب اغتيال الحريري.

ويرصد الفيلم طموح شبان بيروت بعد اغتيال الحريري حيث تتحول العاصمة اللبنانية إلى ساحة لكلام وجدل عنيف لكنه يسمو في كثير من الأحيان فوق الطائفية والخلافات المذهبية اتفاقا حول شعارات: الحرية والاستقلال الوطني والسيادة.

لكن التفاصيل تحمل اختلافا حول قضايا منها حقيقة "السيناريو" الأمريكي في إخراج الجيش السوري من لبنان حيث يقول أحدهم إن أمريكا فعلت في العراق الذي تحتله منذ التاسع من ابريل 2003 أسوأ مما فعله الرئيس السابق صدام حسين. ويسخر آخر من صمت أمريكا على الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من البلاد قبل تحرير حزب الله للجنوب اللبناني عام 2000.

كما يستعرض الفيلم الذي تبلغ مدته 70 دقيقة كيف خرج الشباب إلى ساحة رياض الصلح في بيروت باحثين عن الحقيقة التي تخص اغتيال الحريري وحقائق أخرى عن مستقبل البلاد مستعيدين شبح الحرب الأهلية ومرددين نشيد "كلنا للوطن" في حماس لا يمنعهم من مناقشة سلاح حزب الله الذي طالب البعض بتسليمه في حين رفض شباب آخرون بحجة احتمال تعرض البلاد لهجوم إسرائيلي في أي وقت "حتى لو مررت سوريا السلاح لحزب الله فهذا السلاح هو الذي تحرر به الجنوب."

وفي نهاية الفيلم إشارة مكتوبة إلى الهجوم الإسرئيلي على لبنان يوم 12 يوليو الماضي والذي دمر البنى التحتية للبلاد خلال قصف استمر 34 يوما.

تجيب هذه الإشارة عن أسئلة طرحها الشباب خلال الفيلم الذي ينتهي برجل كسيح يمشي بعكازين خشبيين ناظرا لأفق مفتوح على احتمالات كثيرة منها أن الدولة لاتزال -كما أشار أحد النقاد- كسيحة مثله وعاجزة عن التحليق.

ويشارك في المهرجان الذي يختتم يوم غد الجمعة 96 فيلما من 39 دولة ويتنافس 66 فيلما في مسابقته الرسمية التي تضم خمسة أقسام للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية القصيرة والتسجيلية الطويلة وأفلام الرسوم المتحركة إضافة إلى الأفلام التجريبية التي تخرج عن الأطر التقليدية للأنواع الأربعة السابقة.

وتتنافس في مسابقة المهرجان أفلام من ست دول عربية هي مصر ولبنان وسوريا والعراق والإمارات والسعودية. وتشارك قطر خارج المسابقة كما يخصص قسم لدولة الإمارات يعرض فيه 12 فيلما تجريبيا وتسجيليا وروائيا قصيرا.

ويمنح المهرجان جوائز مالية أكبرها جائزة أفضل فيلم وقدرها عشرة آلاف جنيه مصري (نحو 1742 دولارا).

ويقام المهرجان سنويا بمدينة الإسماعيلية على قناة السويس على بعد نحو 130 كيلومترا شرقي القاهرة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى