رمضان .. وتصحيح المسار

> «الأيام» عبدالحكيم أحمد العلس - عدن

> مرحباً ثم مرحباً بشهر الصوم، ومرحباً ثم مرحباً بشهر الصبر، الصبر الذي اشتدت حاجتنا إليه في هذه الأيام.. مرحباً بك أيها الشهر الكريم فقد تاقت إليك القلوب وحنت الأرواح الظمأى إلى رباك الخضراء ونبعك الفرات.

أليس لأرض الأجساد موعد سقاية؟ فأرض القلوب أحق أن تسقى في مواسم الرحمة والمغفرة.

فابعدوا أيها المسلمون عن القلوب (الران)، وأريحوا الحجب، وأعدوا هذه القلوب لتلقي وابل الرحمة ومد الأنوار وغيث السماء عسى أن تروها قد اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج في شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.

ولكن يا شهر الصوم ويا شهر الصبر إني أكتب وفي النفس مرارة مرة دكناء مما حل بهذه الأمة.. أكتب وأنا أقول في نفسي كيف سنستقبلك أيها الشهر العظيم وبأي وجه استقبلناك، لكن يعلم الله عز وجل أننا لسنا راضين عن أحوالنا عامها وخاصها، وهل يرضى مسلم لم يفقد عقله بالبعد عن الله وبالخروج عن أمره وبالضعف والهوان والتشتت والضياع.

إن الأمل بالله عظيم وكبير أن يجد المسلمون فيك يا شهر الرحمة ويا شهر الصبر فرصة للمراجعة والتدقيق تثمر أوبة وعودة وينبثق عنها تصحيح المسار، وليس ذلك بغريب على هذه الأمة في هذا الشهر، فكم من أحداث عظام جسام أطل عليها هذا الشهر العظيم راضياً مبتسماً، وكم من تحولات جذرية سوف تجري فيه، وها هي قلوبنا تتوجه إلى الله عز وجل أن يكرم أمة حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر بعطائه وفضله ورضاه وعفوه وهو الكريم الذي لا ينضب عطاؤه ولا يحد فضله.

وإنني لأدعو المسلمين في هذا الشهر إلى وقفة تأمل عميق بعيداً عن متاهات السياسة يكون المرجع في هذا الشهر كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مع صفاء النفس والتجرد إلى الله تعالى، يستعرض المسلم فيها ما يجري من حوله ويدرسه بقلب المؤمن وإحساس المسلم ليعلم أين يقف وأين تقف الأمة في عالم اليوم، الذي تألب فيه الأعداء وكشروا عن أنيابهم خوفاً من المارد الإسلامي الذي يريد الانطلاق ويريدون هم ضربه قبل أن يجتاحهم.

أيها المسلمون عيشوا شهر الصوم مع تفكيركم بأمتكم فلا يمنع هذا وذاك، ولا يغني أحد الأمرين عن الآخر، عيشوا شهر رمضان بقرآنه وقيامه وذكره وتسبيحه وجوعه وعطشه وبذله وسخائه، وتعرضوا لنفحات الله فيه وأكثروا من الدعاء لأنفسكم وأمتكم في هذا الوقت الذي أصبح فيه الحليم حيران.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى