في ندوة فكرية .. الثقافة العلمية في عصر العولمة

> «الأيام» محمد حمود أحمد:

> الثقافة والعلم، أو الثقافة العلمية ودورها في عصرنا الراهن، عصر العولمة، كان موضوعاً لنقاش الندوة الفكرية التي نظمها منتدى باهيصمي الثقافي في أواخر موسمه الصيفي، تناول فيها الإعلامي في مجال البرامج العلمية، عبدالحكيم محمود، أهمية ودور الثقافة العلمية ونشرها في عصر العولمة وأهمية ودور الإعلام العلمي - أي البرامج المكرسة للعلوم ونشر الوعي والمعارف العلمية و تسليح الناس بها.

مشيراً إلى أنه في عصر ثورة المعلومات قد أصبح العالم بمثابة قرية صغيرة وبلغ العلم والتكنولوجيا مستوى هائلاً من التطور، وصل إلى حد تعديل ما نعرفه عن النظام الكوني بفضل العلوم واكتشافات العلماء، فقد اجتمع العلماء في 24 أغسطس الماضي، وأقروا بعد دراسات دقيقة إلغاء الكوكب التاسع (بلوتو) من المجموعة الشمسية المعروفة، لتظل ثمانية كواكب هي قوامها، ذلك لأنه لم تكن معروفة بشكل كامل ودقيق الشروط والمواصفات الخاصة بالكوكب، والتي رأي العلماء أنها لا تنطبق على (بلوتو). فالعلم في تطور مستمر، والاكتشافات العلمية متواصلة ومن الأهمية مواكبة هذه التطورات، التي دون أدنى شك تنعكس على حياتنا وبرامجنا وأشار إلى مفهوم الثقافة العلمية، القائم على العلم بظواهر الطبيعة والمجتمع و التفكير البشري، موضحاً دلالة مفهوم (الثقافة) من زاويتين اثنتين، أولاها في الأصل اللاتيني، التي تعني الزراعة أو النمو (CULTURE) أو الدلالة اللغوية التي تعني تثقيف الرمح وتسويته في اللغة العربية، وبالتالي تكون بمعنى التهذيب والتسوية والتنمية أو النمو.

وتناول المتحدث تأثير العلم على التاريخ والتطور العالمي منذ اختراع الآلة البخارية عام 1763م وبداية عصر جديد، عصر الرأسمالية، وما تلاه من ثورة تقنية، وقيام العالم ذي القطبين الرأسمالي والاشتراكي ودخول عصر الفضاء وحرب النجوم، وكل المراحل التالية التي أعقبتها إلى اليوم.

ويظل العلم ومن يملك زمامه هو المتحكم في مصير العالم، الذي سخر العلم للأسف من أجل الإبادة البشرية في كثير من الظروف.

وتطرق إلى أهمية تربية الأجيال تربية علمية، وإحداث نقلة كبيرة في المناهج والبرامج التعليمية، لتواكب تطورات العلم والاكتشافات العلمية التي تأتي كل يوم بالجديد. وقال: لقد قرأت بحثاً محققاً لمحمود الصغيري يقول فيه إن الهمداني، المؤرخ اليمني والعالم المعروف قد لكتشف قانون الجاذبية قبل (نيوتن) أي أننا ينبغي أن نولي اهتماماً دائماً بالبحث والدراسات العلمية ونشر المعروفة.

فالعرب كانوا أهم الرواد الأوائل للعلم والاكتشافات العلمية ونشرها في أقطار الأرض المعمورة، ولا ينبغي أن يظلوا مستهلكين لمنجزات الحضارة، في تبعية للآخرين في الغرب. ولابد من استخدام منجزات التقنية وأنظمة المعلومات والانترنت ونشر التعليم، وتعميم المعلوات على أسس علمية سليمة وبناء العقول وتشجيع الإبداع العلمي بين الشباب، أجيال اليوم، رجال الغد.

وتحدث الأستاذ علي محمد يحيى الباحث والناقد الفني، حول الثقافة العلمية وارتباط العلم بالدين مشيراً إلى أن الدين الإسلامي قد كرم العلم والعلماء، وأشار إلى أن القرآن الكريم - دستور الإسلام- بين مكانة العلم في معرفة الكون وإدراك حقائق وأسرار الطبيعة وظواهرها المختلفة، وأن العلماء يؤكدون دائماً على هذه الحقيقة ويجدون في القرآن الكريم تفسيراً للعديد من الظاهرات الكونية التي حيرت العلماء ردحاً طويلاً من الزمن .

وتحدث حول أهمية التربية الدينية على أسس علمية سليمة تكرم العلم وتشجع على الإبداع والنبوغ وتكوين العقلية السوية البعيدة عن كل ألوان التعصب والغلو والعنف وكل مظاهر الإرهاب.

وتحدث صالح حنش الكاتب الصحفي، حول نقاط الالتقاء بينه وبين عبدالحكيم محمود من حيث التخصص العلمي وأهمية برامج الإعلام المكرسة للعلم وتطويرها. وتحدث الموسيقي أحمد درعان ومحمد حمود وأحمد السعيد حول أهمية الندوة وتوثيقها وتوسيع تلك البرامج الإعلامية في مساحات البث البرامجي، الإذاعي والتلفزيوني وفي الصحف والمجلات الدورية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى