يوم من الأيــام .. وجاءت الفكرة

> محمد عبدالله الموس:

>
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
(ذهبت السكرة وجاءت الفكرة) من الأمثال الشائعة في غير بلد عربي، وهو ينوب عن وصف حالة ذهاب عالم الخيال بسحره وجمال خيالاته وحضور الواقع بعلله وعيوبه التي لا بد من مواجهتها.

في الاسابيع القليلة الماضية شهدنا الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة والمحليات وما صاحبها من جنوح وتمادٍ تجاوز في بعض الأحيان حدود آداب الخلاف، وجلدنا ذاتنا كمجتمع بأوصاف لم يعد لها مكان في انتخابات من سبقنا من المجتمعات مثل (التخلف، والظلامية، والفساد والعمالة)...الخ، من المفردات الهلامية التي تحمل طابع التعميم وتفتقر إلى الحجج الدالة، وإن كان لها وجود في الواقع في بعض النفوس، ولعب بعض المرشحين في هذه الانتخابات دور (الكومبارس) بصورة تدعو للشفقة، كما لعب بعض آخر من كبار حملة المباخر أدواراً سخيفة هي أقرب إلى أدوار شجّيعة (الكورة) من كونها شغل سياسة، وصلت إلى بعض الاستعارات والتشبيهات التي لا تقيم وزنا لعقول الناس لدرجة وكأن هؤلاء الناس لا يستطيعون التمييز بين (الحجر والحلوى).

أياً ما كان الأمر فإن التراشق في الحملات الانتخابية يقع في حدوده الطبيعية، كما أظن، إذا ما أخذنا في الحسبان أننا نخوض أول انتخابات تنافسية حقيقية، فنحن لا نملك سبيلا لتعلم الديمقراطية إلا بخوضها، ولا يمكن لها أن تكون صحيحة مئة بالمئة من التجارب الأولى، وربما أن أخطاءنا أقل من المعدل الطبيعي مقارنة بقلة التجربة، الأمر الذي يدعونا للتفاخر بتنافسنا وبشجاعة المتنافسين أياً كانت جديتهم ونتائجهم.

شهر (ديمقراطية) أو عرس ديمقراطي، كما يحلو للإعلام الرسمي تسميته، ولا نريد لانتخاباتنا أن تتم هكذا، احتفالية فقط، أو أن ينتهي العرس الديمقراطي (بذهاب العروس للعريس ويبقى الجري للمتاعيس) كما يقول إخوتنا أهل مصر، فنصحو من الحلم لنواجه الواقع كما تركناه البارحة مليئاً بالعيوب والاختلالات من تلك التي بحت الأصوات تنادي بإصلاحها قبل الانتخابات وقبل فوات الأوان فالانتخابات هي محطة انطلاق إلى واقع أفضل وإلا فإنها تفقد أي معنى لها.

نذكّر من حازوا ثقة الناس بأن هناك وعودا قطعوها وبرامج انتخابية عاهدونا عليها وخطابات حملت بشارات إصلاحات شاملة ومكافحة للأخطاء التي تعصف بنا وعلى أساسها حازوا كلمة نعم أو إشارة (صح).. فهل نتوقع برامج محددة بأهداف ومواعيد زمنية لتحقيق هذه الوعود؟

وتذكروا يا من حزتم ثقة الناس- أحزاباً أو أفراداً- أن الكرّات مستمرة وستقابلون الناخب في القريب وقد تحرر من كثير من مؤثرات وسحر الانتخابات من ترغيب وترهيب وتحريض وحتى بيع وشراء.

وقد كسب المتنافسون مزيدا من خبرة التنافس، بغض النظر عن صيغ التحالفات. وهنا نذكركم بأن (من تغدى بكذبة ما تعشى بها).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى