الانتخابات خطوة في طريق التداول للحكم

> محمد علي محسن:

>
محمد علي محسن
محمد علي محسن
من حسنات الانتخابات المحلية والرئاسية أنها على أقل تقدير أعطتنا شيئاً من الامل بإمكانية حدوث التداول السلمي للسلطة ولو على المدى البعيد الا أن ما هو مؤكد وجدير بالتفاؤل هو أن الخطوة الاولى تحققت وعلينا كمجتمع عدم الاستهانة أو التقليل مما تم على اعتبار أن درب الالف ميل يبدأ بخطوة كما أن غيث السماء يستهل بقطرة والانتخابات كذلك بدأت عجلتها في الحركة للأمام حتى وإن لم تكن على الصورة المثلى والمطلوبة لكنها انطلقت وتحركت وكفى.

أجمل وأروع ما في الاستحقاق الديمقراطي هو كسره للحاجز النفسي داخل المواطن بحيث قدر له ولأول مرة التعبير عما في صدره أو يسمع ويشاهد ويقرأ ما كان ممنوعاً ومحرماً لعقود من الزمن وها هي الدعاية الانتخابية تنزع تلك الهالة والقداسة بل والغشاوة عن البصر والبصيرة والتي لطالما حجبت عنه رؤية واقعه المعاش كما هو لا كما يراد ان يكون. صحيح ان فرصة الرئيس أكبر بكثير من فرص منافسيه بن شملان أو العزب أو نعمان أو المجيدي لكن ذلك لا ينفي حقيقة اتاحة الفرصة لهم جميعاً في مخاطبة الجماهير اليمنية ومن خلال القنوات الرسمية: التلفزيون والاذاعة والصحافة المقروءة وهذه جميعها كانت إلى وقت قريب من المحرمات على الرأي الآخر المناوئ والمعارض للحكم، أما هتافات الجماهير وخروجها بتلك الصورة غير المسبوقة من أجل مرشح المعارضة وليس من أجل الحاكم كما هو مألوف ومتعارف عليه فأظن هذه الاشياء تعد من المكاسب المؤسسة لانتخابات حرة وجادة في المستقبل رغم كل ما حدث وشاب العملية الديمقراطية.

نعم ثمة مساوئ حالت دون إتمام ما هو مرجو ومنشود من أية انتخابات في العالم الحر والديمقراطي ونعم ايضاً إرادة الناخب مازالت غائبة وكذلك ادارة العملية الانتخابية ليست سوى لجنة جاءت بقرار جعلها في مقام يفتقر للحد الادنى من الحيادية والاستقلالية، أما المال العام والوظيفة العامة والقوة وامكانيات الدولة فكانت هي الاخرى من العلامات السيئة المؤثرة في أصوات الناخبين ولولاها لرأينا غير هذه النتائج المفرحة للبعض والمفزعة للبعض الآخر ممن لا يملك قيمة طباعة صور، ومع كل هذه المساوئ المانعة لانتخابات حرة وشفافة ومتكافئة كانت هنالك بالمقابل أشياء تجعلنا نتفاءل ولا نيأس او نحبط مثلما هو حال الكثير ممن خيبت الانتخابات أملهم في التغيير.

أول هذه الحسنات تتمثل بالتزامات برامجية وخطابية أعلنت على الملأ من قبل المترشحين، وتاليا شرعنت الانتخابات طريقا سلمياً وإن اختلفنا حول الوسيلة والأداء لكننا بكل تأكيد لانختلف حوله كمسار لا بد من انتهاجه اذا ما أردنا الاستقرار والتطور. ويكفي القول هنا إن من ايجابية الاستحقاق الرئاسي ان الرئيس المنتخب عليه النزول لكافة أبناء الوطن وفي مختلف مناطقهم ومحافظاتهم وبأصواتهم فقط يمكن له الحكم، أما عدا هذا الفعل الديمقراطي والحضاري فأظن البلد قد تجاوز مرحلة الاغتصاب للسلطة.

أما أهم هذه المكاسب فيمكن التأكيد عليها بما وعد به رئيسنا المنتخب من الشعب وهي تعديل مدة الرئاسة من سبع سنوات الى خمس، ومعالجة مشكلة البطالة الى عام 2008م ومحابة الفساد وإنهاء الجرع السعرية ومعالجة قضايا الكهرباء والثأر والمعيشة .. الخ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى