مع الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم

> «الأيام» عبدالقادر بن شهاب:

> أوصافه الخُلقية والخَلقية .. كان صلى الله عليه وسلم أفضل الناس خلقاً وخلقاً وأعظمهم أمانة، وأفضل قومه مروءة، وأكرمهم حسباً، وأحسنهم جواراً، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزهاً وتكرماً، حتى أنزل الله تعالى فيه بقوله: {وإنك لعلى خلق عظيم} وسماه قومه «بالصادق الأمين» لما رأوا منه من صدق معاملته وعظيم أمانته.

أما أوصافه الخلقية فكان صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا الأبيض الأمهق ولا الأرم ولا الجعد القطط ولا السبط، وكان حسن الجسم بعيد ما بين المنكبين له شعر إلى منكبيه وفي وقت إلى شحمتي أذنيه وفي وقت إلى شحمتي أذنيه وفي وقت إلى نصف أذنيه، كث اللحية شثن الكفين أي غليظ الأصابع ضخم الرأس والكراديس، في وجهه تدوير، أدعج العينين طويل أهدابهما، أحمر المآقي إذا مشى تقلع كأنما ينحط من صبب، يتلألأ وجهه كالقمر ليلة البدر، حسن الصوت، سهل الخدين، ضليع الفم، وكان أحب الثياب إليه القميص والبياض والحبرة. صلى الله عليه وسلم

كان صلى الله عليه وسلم قبل البعثة متديناً ومتعبداً في غار حراء، يبغض الأصنام، ويكره الحرام، وكان يشتغل برعي الغنم ويقول:«ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم، فقيل وأنت، فقال: نعم». وكان يشتغل بالتجارة ولا يداري ولا يماري وقام على تجارة خديجة بنت خويلد، وسافر لأجل ذلك إلى الشام ورجـع بـأربـاح كثـيرة لـم تـكن في الحسبان.

ومن جميل ما يروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما بلغ خمساً وثلاثين سنة اجتمعت قريش فبنت الكعبة. ولما بلغ البناء إلى موضع الحجر الأسود تنازعت فيه القبائل. كل قبيلة تريد أن تستأثر بشرف وضعه، فتداعوا إلى القتال ثم إلى الصلح ورضوا بحكم أول داخل من باب المسجد فكان صلى الله عليه وسلم أول داخل. فقالوا:هذا الأمين وكلنا نرضاه فأخذ الحجر فوضعه في ثوب ثم أمر القبائل فرفعته فلما سامت موضعه أخذه فوضعه مكانه بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم.. فخرجت القبائل فرحة مسرورة بحكم النبي صلى الله عليه وسلم وعظيم حكمه وحنكته في الحكم ورجاحة عقله.

من علامات النبوة

أول علامات النبوه المحسوسة هي: شق صدره الشريف، وهذا الشق قد حصل له أول مرة وهو صغير السن عند حليمة السعدية، وكان في الرابعة من عمره على الصحيح، وأما المرة الثانية فقد شق صدره الشريف وهو ابن عشر سنين، وأما المرة الثالثة فقد شق صدره الشريف عند مجيء جبريل بالوحي حين نبئ، وأما المرة الرابعة فهي ليلة الإسراء كما ورد في الصحيحين.

وثاني علامات النبوة هي خاتم النبوة وقد اختلفت الأقوال في صفته وأشهر ما جاء أنه كبيضة الحمامة وأنه بضعة لحم ناشزة أي مرتفعة في ظهره عند ناغض كتفه اليسرى، يزهو بالنور وتعلوه المهابة وينفخ بالطيب. وثالث علامات النبوة وهي الرؤيا الصالحة فقد كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. وكان يرى الضوء والنور ويسمع الصوت وكانت تسلم عليه الأحجار والأشجار وتظله الغمامة وحن عليه الجذع عند فراقه منه ولا يجلس في مكان إلا حل على هذا المكان بوادر الخير والبركة والرزق الوفير وما من شيء وضع يده عليه إلا شفي بإذن الله من سقمه وزاد بركة وخيراً كثيراً صلى الله عليه وآله وسلم.

بعثته صلى الله عليه وسلم

لما بلغ صلى الله عليه وسلم أربعين سنة بعثه الله رحمة للعالمين، هادياً للناس أجمعين. وأول ما نزل عليه من القرآن قوله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم}، ثم نزل عليه قول تعالى:{يا أيها المدثر قم فانذر} تم تتابع الوحي.. وكان ينزل الوحي عليه بواسطة الأمين جبريل برسالة الملك الجليل، ومبدأ الوحي حينها كان يوم الإثنين، فابتدأ صلى الله عليه وسلم الدعوة سراً وكان أول من أسلم زوجته خديجة بنت خويلد وبناتها وعلي بن أبي طالب من الصبيان، وزيد بن حارثة من الموالي، ثم أبوبكر الصديق من الرجال وبلال بن رباح وهكذا تتابع الناس معلنين إسلامهم سراً حيث كان أمر الدعوة حينها سراً أي في السنة الأولى من النبوة.. فكان صلى الله عليه وسلم مع من آمن معه يتعبدون سراً في دار الأرقم بن أبي الأرقم مستخفين عن أعين الناس ومكثوا على ذلك الحال ثلاث سنوات وهي التي تعتبر مرحلة السر بالدعوة، وفي السنة الثالثة جاء أمر الجهر بالدعوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى