مع الأيــام .. انتخابات وتحالفات وسمك لبن تمر هندي!!

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
كنت قد حصلت في نوفمبر 2004م على نسخة من كتاب (أزمة الديمقراطية في البلدان العربية - اعتراضات وتحفظات على الديمقراطية في العالم العربي) ويضم الكتاب أوراق العمل والتعقيبات والمداخلات التي قدمت في اللقاء السنوي الحادي عشر لمشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية الذي عقد في الفاتح من سبتمبر 2001م بكلية سانت كاثرن، جامعة إكسفورد وصدر الكتاب عام 2004م وحرره علي الكواري وقد تفضل الأخ العزيز السفير د. محمد عبدالمجيد قباطي الذي شارك في أعمال اللقاء المذكور مع الشهيد جار الله عمر من الجمهورية اليمنية، بإهدائي الكتاب واحتفظت به بعد الاطلاع عليه وأعدت الاطلاع عليه بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي أجريت في بلادنا في العشرين من سبتمبر 2006م.

وفقاً لآخر النتائج التي اطلعت عليها والمتعلقة بالمجالس المحلية وقفت أمام البيانات التالية:

مجالس المديريات:

نصيب المؤتمر - 4802 مقعد

الإصلاح - 742 مقعدا

الاشتراكي - 160 مقعدا

الوحدوي الناصري - 25 مقعدا

اتحاد القوى الشعبية - 8 مقاعد

حزب الحق - مقعدان

مجالس المحافظات:

نصيب المؤتمر - 333 مقعدا

الإصلاح - 34 مقعدا

الاشتراكي - 13 مقعدا

أطراف أخرى في اللقاء المشترك - لا شيء

يتبين من النتائج الواردة أن أحزاب اللقاء المشترك لم تعمل بروح التآلف والتنسيق وتغليب التضحية على وهم الدائرة المغلقة، بل وأظهرت حصصها في مجالس المديريات والمحافظات ضعف حضورها في أوساط الناخبين والذي عسكته عدة عوامل، ولذلك فعلى الإخوة في اللقاء المشترك إعادة قراءة النتائج ليقفوا أمام مواطن الضعف التي أفرزها ضعف التنسيق الذي تبين في النتيجة التي حصلت عليها الأخت المهندسة وفاء السيد، مرشحة الاشتراكي إلى انتخابات محلي محافظة عدن والتي بلغت 4250 صوتاً، فسقطت وسقط معها مرشحا الإصلاح وكان بإمكان أحدهما الصعود معها بدلاً من تشتيت حصيلتها الكبيرة، بدلاً من أن يضربوا كفاً بكف ويغنوا مع المغني «ضيعوني وضاعوا معي».

نعود إلى قضية «التحالف الاستراتيجي» (زواج كاثوليكي) و«التحالف التكتيكي» (زواج متعة) وبالعودة إلى الكتاب الآنف الذكر ورد في مداخلة أحمد محمود عجاج (ص 62-65): «وإذا ما رأى بعض الإسلاميين في سعيهم إلى السلطة إمكانية الدخول في عقد مع أحزاب أخرى مغايرة في التوجه (علمانية) فإنه برأيي سرعان ما سينفض هذا العقد لعدم قدرة الإسلاميين على الصمود أمام ناخبيهم الذين سيرون أن ما فعلوه مغاير لما تنص عليه العقيدة وبالتالي هم أمام حلين: إما فقدان الشعبية وتحولهم إلى مستبدين أو عودتهم إلى ناخبيهم واستعادة المشروع الإسلامي بكافة أوجهه التي لا يمكن اختزالها في الديمقراطية الغربية. لهذا فإنني أرى أن الإشكالية صعبة ولا يمكن تصور تعايش بين العلمانيين والإسلاميين، وجميع المحاولات التي ستبذل سيكون مصيرها الفشل لأن كلا المعسكرين يحمل مفاهيم متناقضة ويضمر سوءاً للآخر وما الأحداث التي مر بها العالم الإسلامي ولا يزال يمر إلا شاهد حي على ذلك».

الحمد لله فقد التقت قراءات الأمس النظرية مع قراءات اليوم العملية وعلينا استخلاص الدروس والعبر، لأن القضية ليست قضية أفراد أو أحزاب بل قضية وطن والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.

والله من وراء القصد ورمضان كريم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى