المحطة الأخـيـرة .. لا تطفئوا الأنوار

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
صفحات التاريخ تكتب بالأعمال الكبيرة، وقناديل الضوء والنور بها هي الإنجازات المجيدة، ويخيم الظلام عندما تطفأ الأنوار، وتسقط الحرية والديمقراطية وحقوق الناس.. نجاح الانتخابات الأخيرة والفوز وخوض التجربة الحقيقية التي لم تمارسها اليمن من قبل، فاز فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وبجانبه يقف بكل جرأة وشجاعة الأستاذ المهندس فيصل بن شملان وهو الآخر نجح في صون الديمقراطية وإشاعة ثقافتها، وهذا يحسب له في التاريخ.

أكتب هذه الكلمات وأنا أنظر إلى الصفحة الرائعة التي أمامي إذ ظهرت محافظة حضرموت وسكانها وتاريخها في يوم الاقتراع وما سبقه وما بعده بما يليق بها وتجسيداً صادقاً لا مفتعلاً، جعلت من الأنوار مسلطة عليها، وقالها الأستاذ عبدالقادر علي هلال المحافظ: حضرموت ستظل المحافظة النموذجية لا في يوم الاقتراع وإنما في كل المراحل. وقال أيضاً مراسل أجنبي التقيته يوم الديمقراطية: الأولاد والشباب يأخذونني إلى مراكز الاقتراع، إنهم لطفاء ولا يتصنعون هذا.. وكل ما قيل لم يختلقه لا عبدالقادر هلال ولا سواه، لقد أراد الحضارم منذ أول انتخابات خاضوها في ستينات القرن الماضي أن تظل الأنوار مضاءة ويسقط الظلام.

البيان اللافت الذي أصدرته حضرموت بكل قواها موالاة ومعارضة ومستقلين ورجال أعمال وعلماء وشباباً، كل فرد منهم اتخذ له سطراً واحداً لا يسمح بإطفاء أنوار الثقافة الحضرمية اليمنية، ويقدم حقيقة واحدة هي أن كل الناس استحقوا شهادة تقدير، الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك يوم جسدوا معاً أن لا تصادم ولا نزاعات ولا رصاص ولا احتكاك، وحدة واحدة وصفها المراقبون بأنها قلما توجد في مناطق وأقاليم وبلدان، ولكنها في حضرموت حقيقة.

ولحظة أن قال الأستاذ عبدالقادر علي هلال وفي مدينة المكلا إن صوت الوطن والمواطن هو رسالة للمحبة والأمل والمستقبل، كنا نعلم أن هذا الرجل أو كما أطلق عليه البعض بأنه (مخرج الروائع في حضرموت) قد استوعب الدرس مبكراً وأعاد قول النشيد لأنه نصف ثقافته اليوم وهو ما لن يستطيع إزاحته مستقبلاً حضرمياً مضغه مع اللبان الشحري تلميذا ثم محافظاً وصديقاً ورجل سياسة .. ما أردنا قوله والكتابة عنه هنا لا بد منه في أننا نشد على أيدي أهلنا في المكلا والمشقاص وثمود والبادية وحضرموت الحضارة التي تولد منها حضارة ومدنية نبشر بها في كل الأزمنة جيلاً بعد جيل.. تحية لرجال الميدان من كل ألوان الطيف السياسي وتحية للمحافظ هلال، سكت وضغط على أعصابه فقط حتى لا تمتد يد خطأ ونزعق: لا تطفئوا الأنوار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى