نصائح نبوية (8)

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» رواه الترمذي,يوجه النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم هذه النصيحة الذهبية لكل مسلم ومسلمة، وفي كل زمان ومكان، وتتبلور هذه النصيحة المحمدية في ثلاثة خطوط تسير بشكل متواز متوازن:

1- دوام التقوى.

2- محو السيئات.

3- حسن الخلق .

في الخط الأول تبرز التقوى بصفتها دليل الإيمان والولاء لقيمه ومبادئه {إنْ أولياؤه إلا المتقون}.

وهذه المقدرة الإيمانية تشبه (الدينامو) المحرك للآلة، ويعد الصوم شاحناً قوياً يعبئ ويشحن بطارية الروح بالطاقة في الجوانح حتى تتحرك الجوارح بالطاعة وتعظيم شرائع وشعار الله {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}.

وإذا متلأ الحب بالتقوى وشحن بالايمان فاض بالبهاء والنور واتسم بالرزانة، واتصف بالرصانة، وسما عن الدنايا، وابتعد عن كل ما يشين وما يعيب في حركاته وسكناته، وكلماته وسكتاته، وفي أحواله وأقواله.

إن هذه التقوى حساسية في الضمير، وشفافية في الشعور، ورقة في الإحساس، ودقة في المواقف، وإيجابية في الحياة، وتفاعل مع المجتمع، وتفاؤل بالمستقبل الذي يغدو فيه البقاء للأتقى وليس للأقوى {والعاقبة للمتقين}.

إن البر - وهو حسن الخلق كما رواه مسلم - صنو التقوى ورديفها {ولكن البرَّ من اتقى} البقرة 189 ، وكذلك {وتعاونوا على البر والتقوى} المـائدة 2.

والصدق أخو التقوى وشقيقها {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} التوبة 19 وذلك لكي يتعلم المسلمون بواسطة الصيام صدق الحديث ، وقول الصدق، والنطق بالحق، وإحسان القول والعمل {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} النحل 128.

كما أن الصوم الذي يعلمنا التقوى لتدفعنا إلى العطاء بسخاء في الشدة والرخاء {فأما من اعطى واتقى فسنيسره لليسرى} الليل 5.

ونتعلم من التقوى (إصلاح ذات البين)، {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} الأنفال 1.

ونستفيد من التقوى سلوك الصبر المقاوم الصامد، وليس الصبر المساوم الراقد {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} يوسف 95.

إن المؤمنين الذين {امتحن الله قلوبهم للتقوى} الحجرات 3 هم أنفسهم علم الله فيهم خيراً {وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها} الفتح 26، فتأسس بناؤهم العقدي والأخلاقي وحتى الفكري والسياسي والاجتماعي {تقوى من الله ورضوان} التوبة 109. فعظموا شعائر الله وعباداته كلها ودافعوا عن حرمات الإسلام وشرائعه لذلك {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} الحج 32 . فالمتقون - كما صورهم القرآن - محسنون أسخياء، مصلحون صادقون أوفياء، صابرون أقوياء .

اللهم اجعل التقوى في جوانحنا ، واجعل الطاعة في جوارحنا، واجعلنا أتقياء أنقياء ولا تجعلنا أشقياء .. آمين .. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله الطاهرين .

مدرس بكلية التربية - جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى