من فوائد الإنفاق في شهر رمضان

> «الأيام» جمال محمد الدوبحي:

> إن شهر رمضان ليمثل جامعة شماء للخير والبر، ومدرسة فيحاء للجود والإحسان، وسلماً لتآلف الأمة وتعاطفها وتماسكها واتحادها، فرمضان يزكي الأرواح ويطهر النفوس ويربي الإرادات الواهنة على الحزم والتصميم والاستعلاء على هذه الحياة المادية وحطامها، فهو شهر مبارك أغر وهو مورد بالبر والهدى والعطاء ومشعل بالمكرمات والهبات. فهذه المزايا العظيمة لهذا الشهر الكريم يجب أن تشد إليها الرحال، وأن ترتب لها الظروف والأحوال، وأن تعد لها العدة وأن تشحذ لها الهمة فهي دعوة للمسابقة والمسارعة والتنافس في الخير.

وإن لنا في التنافس في الخير والتسابق إليه أسوة حسنة في نبينا صلى الله عليه وسلم فقد كان مثالاً مجسداً للكرم المحض الأصيل ما عرف عنه أنه أمسك يده عن عطاء، ولا رد سائلاً تعرض له بسؤال، يحكي ذلك عنه الصحابي جابر رضي الله عنه فيقول:

«ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط، فقال: لا» (متفق عليه).

فهو أجود الناس على الإطلاق وكان أجود ما يكوم في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. وفي تضاعف جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان بخصوصه فوائد كثيرة منها: شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه. ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعاتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم كما قال صلى الله عليه وسلم:«من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء».

وكان كثير من سلفنا الصالح يؤثرون بفطورهم وهم صائمون، منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، وداود الطائي، ومالك بن دينار، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.

كما أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، والله يرحم من عباده الرحماء، فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل.

ومنها أن الجمع بين الصدقة والصيام من موجبات الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم:«إن في الجنة غرفاً يُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها» قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» رواه الترمذي وأحمد.

فالجميع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم، وخصوصاً إن ضم إلى ذلك قيام الليل. وكان أبو الدرداء يقول:«صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور، وصوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور، وتصدقوا بصدقة لشر يوم عسير».

هذه بعض الفوائد التي يجنيها الصائم من الإنفاق والإحسان في هذا الشهر المبارك الميمون على المعوزين والمعسرين والمدينين، ألا فجودوا أيها الكرماء النبلاء مما أفاض الله عليكم، وابسطوا أياديكم بالعطاء لتبددوا بذلك هموم المدينين وغموم المعسرين والمحتاجين لتفوزوا برضى رب العالمين، وقد وعدكم ربكم بالخلف الجزيل، فقال عز من قائل:{وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} سبأ:39.. فياله من عطاء غير مجذوذ، وتجارة رابحة لن تبور.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى