> رمضان شهر الصفاء والنقاء والرقة والسمو النفسي.. كم تجنح مشاعرنا وتهفو قلوبنا إلى لقاء هذا الشهر العظيم شهر القرآن، والحب والتسامح والرحمة والغفران، إذ لم يجتمع لشهر كما اجتمع لهذا الشهر الكريم من الخصائص العليا والمزايا السامية والمنزلة الرفيعة، ففي نهاره الصيام وفي ليله القيام، وقد جاء في الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم:(من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال:(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، ويحثنا النبي الكريم أن نهتم بإكمال التروايح مع الإمام، فقد قال صلى الله عليه وسلم:(من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) رواه أهل السنن. وهلال رمضان هو إشراقة البهجة والأشواق والمتعة الروحية التي تسكن أفئدة الأمة الإسلامية وتعانق آمالهم وأمانيهم، إنه رمز للأمل في العفو والمغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى يتجدد ويتوهج، ورمز للعالم الإسلامي الكبير الممتد من أقصى الكون إلى أقصاه.. والمتصفح لديوان الشعر العربي بمستوياته اللغوية المختلفة يلمس نبضاً رمضانياً يطفو على سطح الذاكرة الشعرية ما بين ترحيب بقدومه الميمون وتوديع له ورصد لأحداثه، والتعبير عن حب هذا الشهر الفضيل ومظاهر الاحتفاء الاجتماعي به، ومديحه وبيان فضله في تهذيب النفوس وصفائها واستقبال العيد وغيرها.

ومن عاداتنا السنوية في (سقيفة الشبامي) الموقع الاكتروني اليمني الأكثر انتشاراً أن نحتفل بقدوم شهر رمضان المبارك وذلك بدعوة الشعراء الأماجد للتعبير جمالياً والترنم شعرياً بحب رمضان والترحيب به وبيان مزاياه وفضائله العظيمة.. وقد اخترت نموذجاً شعرياً في الابتهال إلى الله سبحانه وتعالى للشاعر الكبير المرحوم حداد بن حسن الكاف، للنظم على صياغته والنسيج على منواله في الترحيب بالشهر الفضيل رمضان.

قال حداد بن حسن:

يا عظيم الرجاء تحت بابك

عبد يطلبك يا بالجود راجيك

ماد كفه ومسهن ثوابك

ما العبدك سوى جودك وفضلك ورجواك

***

سلك تكفيه شدة عقابك

حين يلحد في الحفرة ويضويك

ساعة الضيق ساعة حسابك

عم عبدك برحمة شاملة من عطاياك

وطلبت من الشعراء حسن التفاعل مع هذه المناسبة الدينية العظيمة سائلين المولى جل شأنه أن يجزل الثواب لمن أبدع أو قرأ أو نشر هذا الحب الرمضاني والترحيب والاحتفاء به، فجاء قول الشعراء:

جمال عبدالله حميد:

شهر رمضان يا مرحبا بك

بالفرح كل مسلم بايلاقيك

خصنا بك إلهي وجابك

بين كل الشهر كثر وعظم مزاياك

***

بالفيوضات هاطل سحابك

والعطا والرضا جاري بواديك

رحمة الله أول ثوابك

والوسط مغفرة والعتق تالي هداياك

بارق اليمن هل من شهابك

والقلوب القسية باترق فيك

بخت كل من حرص واعتنى بك

صام يومك وبالطاعات في الليل أحياك

***

ليلة القدر داخل حسابك

لي بها أنزل القرآن مهديك

قدرها ضمن قدرك تشابك

فضلها والجزاء فاق المقايس وجزاك

***

يا إلهي تعالى جنابك

بالعوافي أهله عا محبيك

واجمع الشمل في ظل رحابك

واغفر الذنب وانصر دين أزكى براياك

طالب باتيس النعماني (أبوراضي):

شهر رمضان ربي وصايك

كل مسلم في العالم فرح فيك

ساهن العفو واقف ببابك

رب يارب لا تبخل علينا برضواك

***

ياجزيل العطاء جزل ثوابك

ليلة القدر كل مخلوق يدعيك

أنا دعيتك وساهن جوابك

ما يخيب الأمل يارب ساعات دعواك

***

يا مبشر بصفحة كتابك

رب يارب ترضيني وبرضيك

راجي العفو ساعة عذابك

لا تعذبه كل من تاب ساعات لقياك

سعيد محمد علي باوزير:

هل رمضان راجع حسابك

واغتنم شهر السعادة قسم لياليك

قوم للعشر وانصح صحابك

ليلة القدر فيها لي بها عفو مولاك

***

لح وأطلب وجدد طلابك

اطلب الله من نعماه يعطيك

زلت الشيب والا شبابك

توب توبه نصوحه يغفر الله خطاياك

عمر عبيد باتيس (مجمل) :

أطل رمضان حيا هلا بك

من صميم القلب ذي حبك ويغليك

بجنة الخلد مفتوح بابك

عسى مجمل في الجنة برحمة عطاياك

مشتاق مشتاق راغب ثوابك

واحسن ليال العمر هي والله لياليك

كسبان كسبان ذي اعتنابك

صام فرضه وأقبض له بسبحة ومسواك