السمر وليالي عدن في غياب شكيب عوض

> «الأيام» علي سالم اليزيدي:

>
شكيب عوض
شكيب عوض
في ليالي رمضان المباركة، يتميز راديو عدن التليد بسهرة لا مثيل لها وهي تقليد اتخذته هذه الإذاعة منذ زمن طويل، وكان صاحب الفكرة والإعداد الأستاذ الراحل الكاتب النبيل شكيب عوض وهكذا يدعى، فهو مؤسس البرامج الفنية والنقدية في مجال السينما ايضاً بل وناقد ومثقف في تاريخ السينما في الجنوب وحضرموت وكل الخليج ايضاً وقد قال لي ذات مرة إننا سبقنا بلداناً عربية وأفريقية وآسوية في دخول السينما إلى عدن الزاهرة.

ظل شكيب عوض وهذا رمضان الأول الغائب عنه رحمه الله، يبحث في شؤون الفن والفنانين والمسرح والأغاني، وتفرد دون سواه في إعداد السهرات واللقاءات والحوارات مع الفنانين ورجال الطرب والدان والشعر، أجاد شكيب عوض هذه الفنون، وكم سمعنا صوته في رمضان من إذاعة عدن وهو يضحك ويناقش ويضع المعلومة في مكانها مع رتل من الفنانين والمطربين والمغنين، كان سيد التوثيق الفني بلا نزاع .

واتخذ هذا الجانب كهواية ثم اهتمام واعتقد انه قد اثرى البلد ومكتبه بكنوز لاتقدر بثمن بل واصبح مرجعاً اساسياً للباحثين والطلاب والمجتمعين في مجال الثقافة الفنية العدنية اولاً وحضرموت وصنعاء ولحج وابين عاصر فنانين واحتفظ بكل ذكرياتهم وسجل مواضيع قد لايجود الزمن يمثلها اطلاقاً. نستذكر هذا الراحل الصديق الأستاذ.. وراديو عدن وسهرة المساد الرمضانية وصوتاً ذكياً وثقافة عميقة ولكن علينا ألا نوجع أنفسنا وأهله وهكذا حال الدنيا، وإنما هنا أتذكر موقفاً مع الأستاذ شكيب عوض في عدن في 80-1981م وأثناء عملي ما بين الثوري و14 أكتوبر ووجودي في منظمة الصحفيين بالتواهي فقد صدر كتاب رؤوف توفيق عن 100 عام للسينما المصرية في هذه الفترة وكتب شكيب عوض عن تاريخ دخول السينما عدن. وأثناء ترددي عنده قلت له هل تعلم يا أستاذ شكيب أن في المكلا تم إنتاج أول فيلم روائي اسمه (عبث المشيب) أخرجه وأعده السلطان صالح بن غالب القعيطي عام 1952م وكتب السناريو أحمد عوض باوزير الرميدي، وصوره محمد عبدالعزيز والد خالد عبدالعزيز المناضل، فردّ عليّ.. هكذا نعم وقد أشرت إليه ذات مرة لكن الجماعة -ويقصد رجال الحكم - بايزعلون. قلت له أنت في عدن أفضل منا في المكلا لدينا الشرارة وهي ضعيفة وهناك صعب تذكر السلاطين، خذ الصورة للسلطان وهذه المعلومات.وحصلت على المعلومات من الأستاذ الراحل مبارك باحاج رجل الطباعة بالشرارة والمكلا وتحفظ البعض يومها، وعدت إلى عدن وسلمت شكيب المادة ونشرها كاملة في صحيفة 14 اكتوبر مع صورة للسلطان صالح بن غالب القطيعي .وكانت جرأة كبيرة منه وتفهم مع ابتسامة أتذكرها لأنه كا يلمح دائماً ولا ينطق كثيراً في السياسة.. وهذه لمحة من علاقة شكيب عوض بالثقافة الفنية والسينما وبرامجه وكفاحه نتمنى أن لا تطوى أبداً. في رمضان فقد رحل شكيب عوض وهذه إرادة الله أطال الله أعمار الجميع، مازالت سهرة رمضان على ساحل صيرة والمعلا والتواهي. ومن عدن ليالي شكيب لا تنتهي.. ورمضان كريم وجعلنا من عواده آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى