أخطاء ومخالفات شائعة في رمضان

> «الأيام» أسامة بن محمد الكلدي:

> مازال الحديث معنا مستمراً في بيان جملة من الأخطاء والمخالفات المخالفة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في واقع الصائمين اليوم، فمن ذلك:

6- خروج بعض المصلين إذا رأوا الإمام شرع يصلي الوتر بعد أن قاموا معه صلاة التراويح، وهم بهذا حرموا أنفسهم أجر قيام هذه الليلة ففي مسند أحمد وغيره عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» (صحيح الجامع 1615) فالسُّنة الإتمام مع الإمام حتى ينصرف من صلاته كلها.

7- أخذ المأمومين المصاحف ليتابعوا الإمام في قراءته، فهذا مع كونه لم يؤثر عن السلف الصالح، ففيه ترك لسُنة وضع اليد اليمنى على اليسرى في القيام، وترك النظر إلى موضع السجود، وفيه التهوين من شأن الاعتناء بحفظ القرآن الكريم، نعم لا بأس إن فعل ذلك أحد المأمومين إذا لم يوجد فيهم من يحفظ القرآن كما ثبت عن أنس رضي الله عنه مع غلامه في مصنف ابن أبي شيبة (2/125 برقم 7222). أما أن يكون هذا عادة متبعة فليسعنا ما وسع السلف.

8- ظن طائفة من الناس أن التراويح لا يجوز نقصها عن ثلاث وعشرين ركعة مع الوتر، وقابلتهم طائفة أخرى منعت الزيادة على إحدى عشرة ركعة وبدّعوا من قال بجواز الزيادة، وهذا كله ظن خاطئ في غير محله لمخالفته لمجموع الأدلة والآثار الواردة عن النبي صلي الله عليه وسلم والسلف، فإنها تدل على أن صلاة الليل ليس فيها حد محدود، وهذا مذهب الأئمة الأربعة وجمهور الفقهاء. ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح، فليصل واحدة، توتر له ما قد صلى» وفيهما أيضاً أن أبا سلمة بن عبدالرحمن سأل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت: ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ولا غيره عن إحدى عشرة ركعة. وقد صلى بعض السلف بإحدى عشرة ركعة، وبعضهم بثلاث وعشرين ركعة، وبعضهم بست وثلاثين ركعة ويوترون بثلات إلى غير ذلك، قال الإمام الشافعي رحمه الله:«رأيت الناس يقومون بالمدينة بتسع وثلاثين وبمكة بثلات وعشرين، وليس في شيء من ذلك ضيق» (فتح الباري (4/308-309) أي الأمر واسع. المقصود أنه ليس لأحد أن يلزم الأمة بعدد معين، ومع هذا فالأفضل والأكمل هو أداء هذه الصلاة وفق ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان وغيره لموافقته لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه أرفق بالمصلين وأقرب إلى الخشوع والطمأنينة، ومن زاد أو أنقص فلا حرج ولا كراهية كما تقدم.

9- إهمال صلاة الجماعة في المسجد، وأداؤها بالبيت، والبعض يغرق في النوم فتدخل عليه الصلاة تلو الأخرى وهو نائم، وربما لا يصحو إلا قريب المغرب، وقد أضاع صلوات كثيرة، وفي التنزيل العزيز توعد شديد لمن اتصف بهذا الوصف، قال تعالى:{فويل للمصلينü الذين هم عن صلاتهم ساهون} الماعون 4-5. وروى مسلم أن رجلاً أعمى جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه فقال:«هل تسمع النداء بالصلاة؟» قال نعم، قال:«فأجب».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى