قصة قصيرة بعنوان (همس الرحلة)

> «الأيام» نجيب صديق:

>
نجيب صديق
نجيب صديق
حين جمعتنا الرحلة المتوجهة صوب العاصمة صنعاء لحضور الاجتماع الاستنائي للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين اليمنيين مع بعض الزملاء المشاركين في الاجتماع.

وعلى متن الحافلة.. رميت جسدي على المقعد.. وأطلقت العنان لمشاعري تتجول في دفاتر أيامي.

لم يعد يهمني الماضي القريب.. ولم يعد يربطني بها سوى الذكريات بحلوها ومرها.

كان المطر يتساقط من على نافذة الحافلة يوقظني بين الحين والآخر من أحلامي التي مرت كشريط ذكريات.. سرعان ما تبددت تلك الأحلام.

لم يعد للحزن مكان في قلب.. ولم يعد للندم باب مفتوح يعيدني للأسى والأسف.. فلقد مزقت خيوط التواصل وتركت ذلك الجسد المخادع في قاع...!

ولكن.. ها هي الحسناء الجالسة على المقعد بجواري تداهمني.. تبدد الألم.. تزرع الابتسامة في داخلي.

كانت رحلة العمر.. حين نظرت إلى عينيّ.. قالت لي أقرأ ما في عينيك.. وحفظت عن ظهر قلب مكامن أوجاعك فهل تسمح لي أن أضع المشرط على صدرك وأفتحه لأستئصل ذلك الورم الخبيت من أحشائك.

سلمت لها أمري.. تمنيت أن لا نصل صنعاء.. وتمنيت أن تظل الحافلة واقفة مكانها.

قالت لي.. في عيونك مرايا الحب.. وفي قلبك براءة طفل.. دعني أرى وجهي في تلك المرايا واسمح لي بخربشة رسوم البحر.

قلت لها.. لقد تركت ألمي خلف ظهري.. لم يعد للوهم مكان في حياتي.. ركضت فوق ركام الزيف .. فدعيني أحلق في السماء وحدي كطائر النورس.. بعيدا عن الخداع.. فلن أعد أقوى على الخيانة.. ولا أحتمل الغدر.. أبحث عن امرأة تضمني لصدرها تنزع من وجهها مساحيق الزيف.. تغسل عينيها بماء الطهر.. امرأة لي روحا وجسداً.. لا جسد امرأة .. فهل تقوين على احتمالي؟

قال لي.. منذ أن انطلقت الحافلة وأنا أحدق في عينيك أردد في داخلي.. «هات عينيك تسرح في دنيتهم عينيّ.. هات إيديك ترتاح بلمستهم إيديا».

قلت لها.. يا لك من امرأة!! فدعيني إذاً أصلي وأضع رأسي على صدرك.. وأركع لسحر عيونك.. فالمطر المنساب من رأسي يغسل أوساخ الماضي يطهرني يداوي جراحي.. يعيدني إلى بعضي.. فاسمحي لي أن ألملم أشيائي وأحمل بعضى من بعضى إليك.. أرتشف الشهد من عينيك.. فأنت المـطـر والـقـمـح وعـنـوان الربيع القادم.

13 يوليو 2006م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى