قصة قصيرة بعنوان (إرث المُخْتال بتضخيمه)

> «الأيام» ميفع عبدالرحمن:

> إلى الدكتورين الطودين:عبدالعزيز المقالح وياسين سعيد نعمان.. هكذا أضحينا :إذا جاءت أحدنا الحاجة نهاراً، قبيل خروجه من البيت، فكرنا فوراً بالأماكن التي سيذهب إليها. وما عادت تحتاج إلى العلم الوطني حتى للتعرف عليها عن بُعد وكفى، ناهيك عن حاجتها لهيبته المفقودة.

فإذا جاء تفكيرنا لصالح المراحيض هناك، دارى المبتلى بالأذى ضغط أمعائه الغليظة إلى أن يصل هناك.. حيث يقضي حاجته الملحة أولاً، ثم يلتفت لما يليها من حاجات أخرى.

إنها نتيجة في الواقع.. سببها:

أحوالنا -

نحن /

أسرنا /

بيوتنا ومراحيضها-

الأسوأ من بعضها إلى درجة الانسداد. وهي نتيجة كذلك.. سببها:

أحوال مدينتنا -

الساحلية /

المحتلّة/

المنهوبة /

الأولى في البلاد -

المحفوفة برعب إعدامها على مقصلة ماضي ما قبل لمّ شملها، أو نسفها بديناميت ماضي الماضي العائد- هذه المرة- من وراء البحار الانجليكية، على طريق الأنفال العراقية المفخخة بالنجمة السداسية لما بعد الحداثة وما قبل الجاهلية الكلاسيكية.

هذه أيضاً ستكون نتيجة، ولكن...

تسارع سيدة سوداء -

لا يخالها الذكر الوحيد في العالم إلا عبدةً

وإن ارتدت (البكيني)

أو مهما استهواها تجفيف مهبلها بالشوارب الكثة

لأكبر رأس ذكر من نفط وغاز وخواء وهم بأنه وحده الفحل الأثير في الكون كله.

وهو لا يملك حتى رأسه المطاطئة في خنوع بين فردتي حذاء سيدته السوداء، رغم أنفه ورغم أجج الشبق الشائط في شفتيها

أغلقتها أم فتحت، للإدلاء بتصريح أو تهديد

وبالنبرة نفسها من فظاظة البداوة /

الخارقة هنا

لأنها تطاول أقمارها الصناعية

وتشتمل كل مضارب وعباءات البداوة الذكورية/

المخروقة هنا

أشدَّ من خراقة خيلها/

ليلها/

سيفها ورمحها/

عدى عن القرطاس والقلم المتنبيين-

«لكن ماذا؟»

تسارع السيدة ذات (الميني حوب)، متهكمة

وتستطرد، مبتسمة باستهجان/

تجتمع معه على شفتيها

مُدام غوايتهما (المستدامة) إلا على أعراب مابين جاهلية ما قبل الميلاد وحداثة ما بعد الهجرة/

وزرنيخ عدوانية عالمها (الحر) فقط على عبيدها الحاكمين:

«ماذا؟!

ستكون نتيجة فجائعية!

لا بأس!

ما الذي يضير؟

ستكون فجائعية خلّاقة» سببها:

استمرار أحوال الضخامة الحديدية

صاحبها المقامر المحتال /

قصوره المعتوهة الثملة/

أقاربه المتخمين المفجوعين

طراطيرهم الملونة مرفوعة السعر/

مناديلهم (البشرية) الورقية/

جواربهم (البشرية) الحريرية/

أحذيتهم الجلدية (البشرية) /

ورق (المثقفين) التواليت في مراحيضهم-

التي على العكس تماماً من حال مرحاض بيتك حفظه الله وجنّبه نثار واشتداد هذه السلسلة الصدئة، الممتدة إليك من قصور صاحب الضخامة في مصرعه - مختالاً - بصدئها .

سبتمبر 2006/ رمضان 1427

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى