الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم

> «الأيام» محمد سعيد حسن:

> تحدى الله تعالى المشركين على فصاحتهم وبلاغة لغتهم بأن يأتوا بسورة واحدة مثل سور القرآن الكريم فعجزوا عن ذلك ومازال التحدي قائماً ولم ولن يستطيع أحد مهما علت مكانته ونبغ عقله وفصح لسانه أن يأتي بآية واحدة من آيات القران الكريم لأنه معجز ومدعوم بالحجج العلمية والحسية والبلاغية من الكون الفسيح، ولنأخذ بعض الأمثلة لإعجازه البلاغي:

1- قوله تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم}.. فمعروف أن الحاكم رفيع المكانة بين الناس والله عز وجل قال {وتدوا} واتجاه (تدلوا) إلى الأسفل، فهذا يدل على دناءة المرتشي وسفله، فحين يأخذ الرشوة فهو في الأسفل حتى لو كان حاكماً أو رئيساً أو مسؤولاً.

2- قوله تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم} وقوله {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم} والإملاق هو الفقر، فما السر في قوله تعالى في الآية الأولى {نرزقكم وإياهم} وفي الثانية {نرزقهم وإياكم}؟.. السر لطيف جداً وهو أنه في الأولى يقدم الأب بقتل ولده لأنه فقير في الحاضر فالله تعالى أخبره بأنه سيرزق هذا الأب ويأتيه برزق ولده معه، أما في الثانية فإن الاب يقتل ولده لا لأنه فقير بل لأنه يخشى الفقر في المستقبل، فالله أخبره بأنه سوف يأتيه برزق ابنه ويعطي الأب رزقه دون نقصان.

3- قوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} فطائفتان مثنى فلماذا جاء اللفظ بعده بصيغة الجمع (اقتتلوا) ثم جاء بعده لفظ بصيغة المثنى مرة أخرى (بينهما) وسر ذلك بلاغي وهو أن الطائفتين في حال الحرب والقتال تلتحمان وتتشابك الأيدي فيصبحون جمعا (اقتتلوا) وعند الصلح ترسل كل طائفة مندوباً عنها فلم يعد هناك جمع وعادت طائفتان اثنتان فيا لفصاحة وبلاغة كلام رب الأنام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى