> أتحف الأستاذ، عزيز الثعالبي، الكاتب والصحفي المخضرم المكتبة اليمنية والعربية بإضافة جديدة وجميلة عندما رفدها بكتابة «محمد جمعة خان ، الأغنية الحضرمية الخالدة» الذي يقع في 432 صفحة واستهله بحلاوة الإهداء إلى روح والدته العزيزة، التي كان يحلو لها مناداته حتى وهي في عز مرضها:«يا ثعالبي، عزيز».

قدم الكتاب شخصية أكاديمية ونقدية معتمدة ومعتبرة في آن وهو د. عبدالله حسين محمد البار، وقد جاء في السياق : «وكتاب عزيز هذا إضافة إلى تاريخ الغناء من حيث هو يتناول شخصية عظيمة مثل محمد جمعة، وسيجد فيه قراؤه متعة لا تنقص من المعلومات التي يعرضها، والتي ستضيف إلى معلومات الآخرين شيئاً ما.. يختلف مداه وعمقه باختلاف ثقافة القراء وسعة دائرتهم المعرفية».

توزع الكتاب في (14) فصلاً تناولت في مجملها رحلة سياحية تاريخية وفنية دقيقة لامست مفاصل الفنان الخالد وعصره، استهلها بحقائق تاريخية عن مدينة المكلا والسلاطين الذين تعاقبوا على الحكم في عصره وشجرة محمد جمعة خان والعلاقات التي برزت في مسيرته الفنية المعطاءة ومنها الفيلم السينمائي في حياة فناننا وقصة المكتبة السلطانية وعصر الشاعر باحسن ودور الأسطوانات في نشر أغاني فناننا الخالد محمد جمعة خان.

حفل الكتاب بالروائع الشعرية التي غناها الفنان الجهبذ محمد جمعة خان منها راوائع الفنان حداد الكاف ومستور حمادي وسعيد مرزوق وحسين محمد البار (والد الدكتور عبدالله)، صاحب «يا زهرة في الربيع» و«حنانيك يامن» و«قال بن هاشم»، والشاعر يسلم أحمد باحكم صاحب «حسب رب البريا» و«في دقيقة»، والشاعر عمر عبدالرحمن باعمر، صاحب «حبيبي» و«يا هلالا قد تجلى»، والشاعر أبوبكر عبدالرحمن بن شهاب، والشاعر المتصوف ابوبكر عبدالله العيدروس، وباقة جميلة أخرى لشعراء محليين وعرب كبار منهم البهاء زهير وأحمد شوقي وعنترة بن شداد ويزيد بن معاوية وأبو فراس الحمداني وعباس محمود العقاد وعلي محمود طه والأخطل الصغير (بشارة الخوري) وغيرهم.

بقدر ما شكل الكتاب في جانب منه ألبوماً لقصائد عصماء غناها فناننا الكبير، إلا أنها شكلت أيضاً ألبوماً لصورة نادرة لمبدعين كبار لم يتيسر للقارئ المحلي أو الـعـربـي الـتـعـرف مـن قبل على صورهم.

الكتاب ولا جدال مرجعي ولا غنى لأي مكتبة خاصة أو عامة عن اقتنائه.

تأليف/ عزيز الثعالبي