تميم التميمي .. افتقدناك يا أغلى الأصدقاء

> نعمان الحكيم :

>
تميم التميمي
تميم التميمي
كان يزورنا في المعلا.. في مقهى الشباب.. يحتسي معنا الشاي الذي يصنعه أبو أحمد- يحيى الطيب.. وكان محي الدين الشاب الخلوق، صاحب المقهى يستقبلنا بترحاب وود وبخاصة عند رؤيته، لأنه فعلاً رجل يستحق الاحترام والترحاب!

فؤاد الهويدي، جميل محفوظ، الفنان المحبوب عصام خليدي، نجوان شريف ناجي، خليفة أبيه في الفن وعشرات الشباب الطيبين.. كانوا يحتفون برؤية الرجل الخلوق، الرجل الذي يسأل عنا وعن أحوالنا.. كان كلما غاب في السعودية - مهجره العشريني.. يعود ليسأل عن هذا وذاك، عن أحوال البلد، عن الاستثمار وفرص العمل، كان شغوفاً بالحياة ويود منها الكثير.

عاد بعد عشرين سنة ويزيد.. عاد ليستقر.. فأنشأ داراً للسكن في خورمكسر واستقر فيها وأسرته - أولاده الثلاثة وابنتاه - ليشكل معهم هو وحرمه سباعية منسجمة وكأن الرقم مختار بعناية، يا سبحان الله!.. فالسبعة تحمل معاني كثيرة في حياتنا!

تميم بن شحبل التميمي مواطن من حضرموت.. اغترب كثيراً ليعود للوطن وكله أمل في أن يستثمر، وحقق بعضاً من أمانيه، لكن القدر كان قد اختاره إلى الله عز وجل .. قلب تميم كان يزداد ألماً.. وكان يودعنا لغرض العلاج، ونفرح لعودته.. فهو ظريف وحميد الخصال، روحه طربة وابتسامته عريضة عذبة.. يناقش بهدوء أو بحدة أحياناً، لكنه يعود ليبتسم ويقول: سوف تتحسن الأمور وإن شاء الله نرى الجديد المفيد.. فأنتم الخير والبركة، ورؤيتي لكم خير كبير!

تميم، الروح البريئة الطاهرة.. افتقدناك.. وصدمنا بنبأ وفاتك من خلال سكون خفقان قلبك ظهر جمعة مباركة في سوق المعلا.. قالوا إنه عليل القلب حين أسعفوه لكنه كان قد أسلم الروح لبارئها وأغمض عينيه برفقة ولده الذي كان معه في الرحلة.

تميم التميمي لم يتجاوز السادسة والأربعين.. كان طموحه كبيراً، وشعلة من النشاط الدؤوب.

كان تميمنا يحب الأصدقاء ويخالط المثقفين، يستمع إليهم باحثاً عن أخبار الفن والمسرح والمقالة والسياسة.. وكان عندما يتعكر الجو عليه، ينسحب بهدوء مودعاً إيانا بابتسامة وحركة يد كريمة بيضاء.

يرحمك الله يا تميم.. فقد غادرتنا فجأة، وستظل في أذهاننا نتذكرك ما حيينا، فأنت من القلائل الذين يتركون بصمات مؤثرة في هذه الدنيا الفانية! لك الخلود ولأسرتك وأحبائك الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى