وظائف العشر الأواخر

> «الأيام» عبدالقادر بن عبدالله المحضار:

> أخرج الإمامان البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدة مئزره وأحيى ليله وأيقظ أهله» هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم:«أحيى الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر» وفي رواية لمسلم فيها: «كان صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهده في غيره»، فعلم أنه يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في غيره، فمنها إحياء الليل أي أكثره بل كله كما جاء مصرحا به في خبر عائشة لكنه ضعيف.

وفي المسند من وجه آخر عنها:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلا ة ونوم فإذا جاء العشر شمر وشد المئزر» وفي حديث ضعيف أيضاً عن أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شهد رمضان قام ونام فإذا كان أربع وعشرون لم يذق غمضاًَ. ويؤيد ما قلناه من أن المراد بإحياء الليل في الروات أكثره قول عائشة رضي الله عنها:«ما أعلمه صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح» رواه مسلم.

وهذا يؤيد مذهبنا أن إحياء ليلتي العيد الوارد فيه:«من أحيى ليلة العيد أحيى الله قلبه يوم تموت القلوب» يحصل بإحياء معظم الليل، وقيل يحصل بساعة، وفي الأم عن جماعة من خيار أهل المدينة ما يؤيده، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه يحصل بأن يصلي العشاء في جماعة ويعزم أن يصلي الصبح في جماعة، وفي الموطأ: بلغني أن ابن المسيب قال: من شهد العشاء والصبح ليلة القدر في جماعة فقد أخذ بحظه منها.

وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه في القديم: من شهد العشاء والصبح ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها، ويؤيده حديث أبي الشيخ: من صلى العشاء الآخرة في رمضان فقد أدرك ليلة القدر. وأخرج ابن أبي الدنيا من حديث أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنهما مرسلا أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عليه رمضان صحيحاً سليماً صام نهاره وصلى ورداً من ليله وغض بصره وحفظ فرجه ولسانه ويده وحافظ على صلاته في الجماعة وبكر إلى جمعه فقد صام الشهر واستكمل الأجر وأدرك ليلة القدر وفاز بجائزة الرب عز وجل» قال أبو جعفر: جائزة الرب لا تشبه جوائز الأمراء. ومنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان دون غيره كما في حديث الطبراني:«كان صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الأوخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة» ولا يعارضه ما في حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم لما قام بهم ليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين ذكر أنه دعا أهله ونساءه ليلة سبع وعشرين خاصة لأن هذا محمول على دعاء آكد وأعم مما في جملة العشر.

وصح أنه صلى الله عليه وسلم كان يطرق فاطمة وعليا رضي الله عنهما فيقول لهما ألا تقومان فتصليان، وكان يوقظ عائشة بالليل اذا قضى تهجده وأراد أن يوتر.

وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبة للصالة ونضحه الماء في وجهه، قال الله سبحانه وتعالى {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى