حينما نستغل بعض ما وهبنا الله فيما ينفع الناس

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> المال كما استبصره الحكماء محنة، أو هو ابتلاء عند من لا يحسن بأن يؤتمن عليه.. فالمال ابتلاء، كما هو الشر ابتلاء. يقول محمد بن زريق البغدادي رحمه الله بعد معاناته مع المال وبعد أن كان ذا مال وفقده:

أعطيت ملكاً فلم أحسن سياسته

كذلك من لا يسوِّس المال يخلعه

ومن غدا لابسا ثوب النعيم بلا

شـكر الإله فـعنه الـله ينزعه

هذه الإيماءة كان لابد منها بعد أن علقت في ذهني يوم زيارة ممتعة قمنا بها أنا وزميلي وأخي الأستاذ أحمد عبدالله السقاف المحرر الثقافي بصحيفتنا «الأيام» على اثر دعوة كريمة تلقيناها من رجل الأعمال الأستاذ الفاضل حسين عبدالحافظ الوردي رئيس الغرفة التجارية والصناعية بمحافظة لحج لزيارة المتحف الجيولوجي المقام في إحدى صالات مبنى الغرفة التجارية بالمحافظة. الحق أنه لم يكن في تصوري قبل الزيارة أن أرى مارأيت مما جمع في صالة أو لنقل غرفة متوسطة الحجم ذلك الكم الهائل والنادر جداً من نفائس وكنوز ما تختزنه أرضنا الطيبة في نماذج وعينات من خاماتها معروضة بأسلوب من الرقي هو، لا نشاهده ولا نراه إلا في متاحف الدول المتقدمة من حيث وسائل العرض وسبل تقديم المعلومات والشروحات والبيانات.. فمنها ما هو باللوحات البيانية الكهربائية وأخرى بالصور والنصوص المناسبة.

وأزعم أنني والأستاذ السقاف قدحصلنا على وجبة من المعلومات القيمة أمدنا بها أحد الشباب القيمين بالإشراف على هذا المتحف ومرشدنا أثناء الزيارة والأهم في ذلك أنه كان مهندساً جيولوجيا استطاع بخلفيته العلمية الأكاديمية أن يأسر أفئدتنا بأسلوبه في عرض المعلومات وأن يجيب عن كل أسئلتنا واستفساراتنا النابعة من فضول النفس كي نطمئن من خلاله إلى مستقبل يبشر بالخير إن نحن أحسنا الاستثمار واقتنصنا الفرص في استخراج ما هو كامن في بطن أرضنا من ثروات. ولا يفوتني هنا أن أنوه بذكر الأستاذ الدكتور محمد علي متاش صاحب الفضل العلمي في إنشاء المتحف إلى جانب جهده العلمي الأكاديمي في إعداده كتاباً قيماً هو بمثابة الدليل الراسخ للتعريف بثروات اليمن الطبيعية من خلال هذا المتحف الجيولوجي، وهو مؤلفه الثاني بعد أن أصدر عام 2004م كتاباً قيما هو الآخر تحت عنوان «الثروات المعدنية والطبيعية وفرص الاستثمار» مؤكداً فيه على إمكانات محافظة لحج في مجال الثرواث المعدنية والصخور الصناعية والإنشائية التي ترخز بها المحافظة، تجعلها في طليعة محافظات الجمهورية وعلى وجه الخصوص في جانب المعادن الفلزية ذات الأهمية الاستراتيجية.

وعود على بد، فإن إيماءتي تلك عن المال التي أوردتها في فاتحة مقالي إنما هي كيف إن نحن أحسنا استغلال المال فيما هو فيه نفع لصاحبه ولمجتمعه يدفعه في ذلك طموحاته الشخصية والوطنية الصادقة وحبه لهذه الأرض المعطاءة ووفاء وولاء منه نحو هذا الوطن، فإن مثالاً حياً قد جسده رجل الأعمال الشاب الأستاذ حسين الوردي رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة لحج الذي يقف وراء إنشاء هذا المتحف الجيولوجي العلمي القيم على نفقته الخاصة، كما هو الحال في أن قام بطباعة الكتابين العلميين المذكورين عن ثروات اليمن على نفقته الخاصة أيضاً.

وخير ختام ذكرٌ من قوله تعالى {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} صدق الله العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى