الصفحة البيضاء بين الرئيس والمعارضة

> محمد سعيد سالم:

>
محمد سعيد سالم
محمد سعيد سالم
اللون الأبيض رمز للسلام! ولذلك عندما يحمل الكلام، أو العلاقات الخاصة والعامة أو التنافس في عالم الرياضة، أو في عالم الانتخابات والديمقراطية، أي إشارة إلى اللون الابيض ومشتقاته ويصادفني هذا الامر، أذكر للمرة المليون أنه لا غالب إلا العقل والحكمة.. وخاصة أننا مازلنا ننتهل من نفحات بركات وأفرا عيد الفطر.

اللون الابيض ومشتقاته يجب أن تكون خياراً استراتيجياً في حياة الناس وفي حياة الأحزاب وقادة الأوطان . ألم يكن السلام خيار الحكام العرب الاستراتيجي في الصراع مع الكيان الصهيوني في فلسطين، وهو شعار حكومات العالم ومنظمة الامم المتحدة ومختلف المنظمات النافذة في العلاقات الدولية؟!

الجواب سيكون بنعم، ولذلك ومن باب أولى أن يكون الخيار الأول في نطاق كل وطن وفي العلاقات التي تحدث داخل حدود كل دولة، مهما كانت تجاذبات أطرافها وحدة التنافس المتفاعلة بينها للتعبير عن الذات والكفاءة والقدرة على تولي إدارة وقيادة هذا الوطن، أو تلك الدولة..

من هذا الفهم، قرات دعوة الرئيس علي عبدالله صالح إلى فتح صفحة بيضاء مع المعارضة في المستقبل.

دعوة الرئيس إلى (الصفحة البيضاء) مع المعارضة كخصم شريف تكررت بقوة وبكثرة منذ فوزه بالانتخابات، ولم يسبق لي وأنا أتابع اللون الابيض ومشتقاته في الساحة السياسية والوطنية في بلادنا أن وجدت هذه الدرجة من الحرص لدى الرجل الأول في البلاد لاستيلاد أفق جديد في التنافس بين الحاكم والمعارضة، ويكون أبيض!

إني كمواطن ألمس عمقاً جديداً في فكر الرئيس صالح، ومثلما قلت من قبل إن ذلك يحدث بإرادة الرجل، وهذا يحسب له، كما يحدث بفعل احتياجات العصر وضرورات التطور، ولأن المعارضة أعادت النظر في دورها (العقيم) في الفترة الماضية وصاغت (معادلة جديدة) للتغيير في الوطن بما تراه مصلحة وطنية عليا، وبوسائل مشروعة وسلمية.

واليمن اليوم عند محطة تاريخية كبرى، وصلتها بعد صفحات (حمراء وصفراء وسوداء) كثيرة. والمحطة التي نقف عندها اليوم يمكن أن تفتح (صفحات بيضاء) كثيرة كما قال الاخ الرئيس. ومثلما كانت الصفحات الماضية (الحزينة) هي حصيلة الجميع من المكايدات والصراعات والكثير من الأعمال غير المفيدة للوطن، يمكن أن يكون الجميع في هذه المحطة شركاء في فتح (صفحات بيضاء)!

دعوة الرئيس الى فتح صفحة بيضاء مع المعارضة مقدمة شديدة الأهمية لتغليب المنهج العقلي المسؤول في التنافس على إدارة البلاد وتنميتها، وتقديم الأفضليات.

والرئيس صالح هو رئيس لكل اليمن، وقد قال انه ليس رئيساً لمنطقة أو فئة أو لحزب بعينه، وهو الأمين على مستقبل هذا الوطن، وعلى تطلعات أهله، وعلى كل (صفحة بيضاء) ينبغي فتحها على هذا الطريق، والرئيس صاحب بدايات وطنية غير مسبوقة منذ تحقيق الوحدة، وفي العملية الديمقراطية المتميزة في اليمن. ونحن ننتظر أن يطلق (البداية) في اول سطر من (الصفحة البيضاء) مع المعارضة.

اليمن بحاجة الى تأهيل شامل على كل المستويات .. ومؤتمر الدول والجهات المانحة لإعادة تأهيل اليمن الذي سينعقد في لندن في نوفمبر القادم يستعد للنظر في تقديم دعم يقرب من 30 مليار دولار من الخارج إضافة الى 15 مليار دولار من الدولة اليمنية. وهذا حدث يكفي للتصديق على دعوة الرئيس الى فتح (صفحة بيضاء) مع المعارضة لأن تأهيل اليمن وإعداد كفاءته التنموية والادارية والقانونية والأمنية للاندماج في مجلس التعاون الخليجي ومشاريع التطوير في المنطقة، يحتاج إلى (صفحات بيضاء) بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة، وأن يرعاها الرئيس الرعاية التي تنهي شعور اليأس والإحباط بين الناس، وينهي واقع الضياع الذي أوجد أجيالاً حائرة مضطربة لا تعرف أين تتجه!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى