تقفيعة من اللولو وسنّة ذهب

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
في أواخر الصوعة والزحام حق العيد وسبلته ومدابجاتها المرورية سيراً وسواقة جاء إلينا في الجسَّة مساء ذات يوم من أماسي السبلة الأخ عبدالله هوجلاي هاشاً باشاً وهو يصافحنا واحداً واحداً ويقول مردداً:«سبله مباركة» شوفوا بالله على كلام؟ سبلوا لك عيونك.. تبان اليوم منشنش ومبشبش ومقفع ومرفع أيش هادي الحلاوة ثياب جديد وجزمة جديد تخزي العدو.. كيف تشوف بالله يا حسن فرور.. صاحبك ودّع الغبرة ويبان مبون؟ أيوه قال حسن.. والله صدق.. أيش هذا الكلام كله يا عبدالله. قال عبدالله متهتهاً: الحمد لله ربك فتح.. أصر بن فرور على مزيد من الاستيضاح وفي البداية تضايق عبدالله هوجلاي وقال بصوت مرتفع نسبياً:«أيش لك مني.. أيش لكم مني». وبعد ما استعاد الهدوء اتراطب مع حسن فرور وسأله بود:«أيش تشتي تسأل با أقول لك». تصنع حسن فرور المحامقة ولم يتكلم.. قال يوسف مرفدي يسأل:«دلحين أنت من فين واجي؟». أجاب عبدالله بطريقته المتهتهة:«واجي من مول عدن.. مول مول لولو مليان إلى آخره!». قال يوسف مرفدي:«بس خلاص افتهم لنا.. دخلت عدن مول وقشقشت لك هناك اللي تقدر عله واتقفعت وأجيت إلى هنا». قام عبدالله وبصوت مستذكر قال:«حرام عليك يا شيخ خاف ربك أنا عمري ما أقرب الحرام خاف ربك». غنى حسن فرور على كلام موجلاي «ياللي ما خفت الناس.. خاف خاف ربك». ثم سأل «ماله إذا مش سرقة ولا زغلة مغلة قل لنا من فين جبت البيس منشان تتقفع ذي التقفيعة اللي تتكلف بألوف؟؟».

قال عبدالله شبه ضاحك:«هذا كله من اللحجيو.. الله يخلي لنا حسين النعج اللحجيو». قال يوسف: «كذاب لما تموت اللحجي مش هو اللي اشترى لك وقده بايجي ذلحين وبانسأله». صاح هوجلاي: «انت اسكت يا يوسف يا خايص يا بايص با ألبس من اللولو وعلى عين عينك». قال يوسف بهدوء:«مله ما اختلفناش بس من فين الفلوس.. الزلط.. الحنيص مو هو من دخل عدن مول خرج مقفع باللولو يا كولوا بن كولوا.. والله أنت مندري أيش سويت؟». تجاهله عبدالله هوجلاي والتفت نحو حسن فرور وأحمد العرشي ونحوي وقال:«دلحين ياجماعة اتقفعنا والحمدلله باقي أشتي واحد حاجة منكم.. أشتي واحد سنة ذهب منشان تلبيس لهذي السنة». وأشار باصبعه إلى احدى أسنانه الأمامية من الفك العلوي. أنا قلت له:«عليك وعلى الدكتور سعيد الخينة طبيب أسنان محترم». قال له حسن فرور:«يا افدوبك فدا.. بس لبسه فضة لا عاد تدورش ذهب». قال أحمد العرشي:«وانت ليش تشتي تلبسها؟ سنتك ما شاء الله سليمة ولا فيبها أي شيء وإلا هي بس فشكره وخلاص؟». أجاب هوجلاي:«أيوه هي فشكره وخلاص وكمان با أسوي ذهب مش فضة؟». أصر أحمد على السؤال:«ليش ليش؟».

قال هوجلاي:«الموضة ذلحين كذا سنة ذهب كما توفيق الدقن في فيلم سلطان الجبل». لطمه حسن فرور لطمة خفيفة في مؤخرة رقبته وهو يقول:«لك أم الجن تشلك وتعجن ذي الموضة كانت سنة نوح بن قردوح والناس قد بطلوها خلاص.. وبعدين أنت مفروض تحمد الله على سنونك وتبوس يدك ظهر وقفا.. بالله عليكم عندكم على سنون معه أمانة الله يقدر يقرط بها الحجر». صاح عبدالله هوجلاي:«صلي على النبي قول ما شاء الله.. قول ما شاء الله». وفي هذه اللحظة الحرجة وصل حسين النعج اللحجيو على قولة عبدالله هوجلاي.

قام عبدالله هوجلاي وأدى له تحية عسكرية تقول الا تحية للسردار صاحب ضابط البوليس الكوميشنير سابقاً في عدن ومن هواة مغاني القومندار.. بعد السلام العسكري الهوجلاني انهالت الأسئلة على اللحجيو أول ما خطى خارج بابوره البيجوت التم عليه الجميع وكأنه رجع عمرو موسى أمام رجال الإعلام.. قام اللحجي بتهدئة الجمع وقال إنه با يروي لهم القصة من تق تق لسلامو عليكو.. تنحنح اللحجيو وبدأ كلامه الطويل العريض الذي ألخص فحواه على هذا النحو: ان اللحجي اعتاد ان يضع كل حاله وماله في كيس بلاستيكي سميك وحيثما يروح يشل هذا الكيس معه ولا يبرد قلبه إلا والكيس جنبه.. وفي ليلة من ذات الليالي طوّل اللحجي السمرة واصطنج بالقات ومع المرواح قام ولفلف سامانه ونسى الأهم وهو الكيس التاريخي الخالد المذكور أعلاه والذي فيه الحيلة والفتيلة من البيستين اللحجيتين.. روح بيته بلحج ولم يذكر شيء من صنجة القات إلا في اليوم الثاني. هيا كان عبدالله هوجلان يحوس ويلوس في المكان ويقيم الجلوس وفجأة لمح كيس اللحجي فأخذه وروح به معه وبيت به عنده..

ثاني يوم ياسادة ياكرام اجأ اللحجي زي المجنون إلى أن بشره عبدالله هوجلان بأن الدنيا بخير واعطاه الكيس برباطه كامل مكمل.. ومن شدة فرحة اللحجيو انه حلف يمين بطال يعمل لعبدالله هوجلان اللي يشتي.. وقد فعل وما عاد باقي إلا مسألة السنة الذهب!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى