> حشدت المعارضة في قرغيزستان أمس الجمعة الاف المتظاهرين في بيشكيك لليوم الثاني على التوالي، للمطالبة باستقالة الرئيس كرمان بك باكييف الذي اتهم المعارضين بالتحضير لانقلاب في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في اسيا الوسطى.

وتجمع حوالى 2500 من انصار المعارضة صباح أمس الجمعة امام مقر الرئاسة وانضموا الى 600 متظاهر باتوا ليلتهم في المكان تلبية لدعوة الحركة من اجل الاصلاحات بعد يوم اول من الاحتجاج أمس الأول الخميس ضم عشرة الاف شخص.

وفي هذه الاثناء، توجه اكثر من خمسمئة متظاهر تحت حراسة امنية مشددة، يتقدمهم النائب عمر بك تيكيباييف الى مبنى التلفزيون الرسمي الذي سمح لقادة المعارضة بالدخول.

واوضح ميليس اشيمكانوف احد قادة المعارضة "نريد ان نطل مباشرة على التلفزيون، لن نحتل المبنى لكن من حقنا توضيح راينا للشعب".

واضاف "سنواصل تحركنا حتى استقالة باكييف"، معلنا تنظيم تظاهرة حاشدة الاثنين وهو اليوم الذي وعد الرئيس بان يقدم خلاله الى البرلمان مشروع الدستور الذي يحد من سلطاته كما تطالب المعارضة.

واتهم الرئيس باكييف ورئيس وزرائه فيليكس كولوف اللذان يطالب المتظاهرون باستقالتهما، قادة المعارضة بالتحضير لاحتلال مبان حكومية ومبنى التلفزيون الرسمي.

وقال باكييف في البرلمان الذي قاطع حوالى ثلاثين نائبا دورته "لا توجد قوات قادرة على القيام بانقلاب في البلاد، لكن هناك محاولات".

من جهته، قال كولوف "لن ادعهم يقومون بذلك"، في حين بقي مئات من عناصر قوات الامن متمركزين على مقربة من مقر الرئاسة والبرلمان واقفلت المتاجر في وسط المدينة خشية حصول تجاوزات لليوم الثاني.

وعرض الرئيس في البرلمان بحضور الصحافيين تسجيلات صوتية قدمها على انها محادثات جرت بين قادة الحركة من اجل الاصلاحات.

ويعتقد ان المعارض الماظ اتامباييف قال في احد التسجيلات "ينبغي الانتقال الى اعمال جذرية اكثر. انا اعارض الاستيلاء على البيت الابيض (مقر الرئاسة والحكومة) لانه ستحصل اراقة دماء، ينبغي البدء من المناطق".

ودعا النائب بولوت تشيرنيازوف في تسجيل اخر الى "السيطرة" على المدينة و"بالتزامن" على التلفزيون الرسمي.

واكد اديل بايسالوف المتحدث باسم الحركة من اجل الاصلاحات امام المتظاهرين "جئنا للتظاهر بصورة حضارية وسلمية، لا نملك مشاريع احتلال البيت الابيض او مبان حكومية اخرى".

من جهته النائب تيكيباييف "اكد جزئيا" لوكالة فرانس برس التسجيلات، لكنه قال في الوقت نفسه انها خضعت "للتعديل"واضاف "نريد الخروج من هذا الوضع بطريقة سلمية وقانونية".

واضافة الى اجراء الاصلاحات التي وعد بها الرئيس باكييف اثناء حملته الانتخابية في تموز/يوليو 2005، تطالب المعارضة ايضا بوضع دستور يحد من سلطات الرئيس.

يذكر ان النص الذي اتفقت عليه المعارضة والرئاسة الثلاثاء الماضي لم يعرضه الرئيس على البرلمان أمس الأول الخميس. وقد وعد الرئيس بعرضه الاثنين المقبل، ما دفع بالمعارضين الى دعوة انصارهم لاحتلال ساحة بيشكيك الرئيسية ليلا نهارا.

وتواجه قرغيزستان صعوبة في تحقيق الاستقرار منذ "ثورة" اذار/مارس 2005 التي طردت الرئيس عسكر اكاييف وحملت الرئيس باكييف الى السلطة.

ومنذ ذلك الوقت، تتكثف الازمات والتظاهرات والاتهامات بالفساد ضد عائلة الرئيس باكييف. (أ.ف.ب)