استضافة ناجحة

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> قرار استضافة بلادنا التصفيات التمهيدية لبطولة كأس العرب لكرة القدم أعتقد أنه خطوة على طريق اختبار قدراتنا في الاستحقاق القادم المتمثل في خليجي عشرين، والذي من خلاله سيتم اتخاذ قرار الموافقة من عدمها.. مع أن المؤشرات تقول إنه ليس باستطاعتنا أن نستضيف بطولة ككأس الخليج لأسباب كثيرة تم شرحها بإسهاب ولا داعي للتكرار.

وبما أن البطولة المشار إليها سلفا هي بطولة كبيرة بإسمها وصغيرة في مردودها، وفي مشاركات الدول ذات التصنيف الاخير في قائمة الفيفا من قبيل الصومال، السودان، جزر القمر، فإن النجاح سنقرؤه من شفاه لاعبي ومسؤولي هذه الدول لكونهم يعيشون ظروفا مشابهة ومن بعدها سنرى الفرقعات الإعلامية والمجاملات التي تجعل من بلادنا في مقام ألمانيا، التي نجحت في استضافة كأس العالم الأخيرة ليستعجل امبراطور (الفيفا) حينها في إرسال برقيات الإشادة بنجاح التنظيم وبالتالي فإن اي حديث عن التشكيك في قدرتنا على أي استضافة مجرد حديث عابر ومحبط وربما يقال أكثر من ذلك.

الدول التي تستضيف أي مشاركة أكانت قارية أو عربية، للتو تنهمك في إعداد بنيتها التحتية من خلال تشييد الملاعب وغيرها من الخدمات العامة الأخرى، وبما أننا نمتلك كثيرا من هذه الاستادات وفي أكثر من محافظة إلا أنها استادات (محلي) تفتقر للكثير من المواصفات التي تؤهلها لتنال لقب استاد (دولي) مع أنك تسمع هذه الكلمة تطلق على كل ملاعبنا، علما بأن ملاعبنا حالتها حالة، وما تصحر ملعب 22 مايو إلا دليل على ما نقول ، مع أن الامر عند من نستضيفهم عادي جدا.

حقيقة إن مشكلتنا هي مشكلة إدارية بحتة، أي مشكلة عقول، كيف تفكر، كيف تخطط، كيف تنظر للمستقبل، وإلا فما معنى أن نرى حال ملاعبنا بهذا السوء وهذا الاهمال والتعثر الذي قد يمتد الى أكثر من 20 عاما.. وهي فترة زمنية تبنى فيها بلدان وليس استاداً كاستاد إب الذي لا يزال مغلقا.

الدولة والقيادة السياسية في البلد لم تقصر مع الشباب، بل كانوا محط اهتمام ورعاية، وما يعطى لهم من مليارات إلا أكبر دليل، غير أن غياب المحاسبة واستغلال ثغرات في قانون المواصفات وشهادة الجودة التي تعطى لهؤلاء المقاولين، هي من أوجد تلك اللا مبالاة التي يدفع ثمنها رياضيو الغد ورجال المستقبل.

وعليه فإن التفاؤل في الغد الرياضي تظل نسبته ضئيلة ما دامت الوتيرة تفرز استادات وملاعب وصالات بهذا الشكل، وإن الغد الذي ننشده بحاجة إلى خطوة كبيرة متمثلة في إدخال شركات عالمية متخصصة في هذا المجال لكي نضمن بنية تحتية قوية، وأن ما يعطي للشباب والرياضة يذهب في محله، بعدها سنفكر في الخطوة التي تليها وهي التأهيل العلمي المدروس لمواهبنا حتى نرى ثمرة النجاح.

أما إذا استمر الأمر على ما هو عليه فإنه مضيعة للوقت وإنهاك لقدرات الشباب والبلد وضياع المستقبل المنشود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى