رحلة في مكتبة الأستاذ الباحث علي محمد يحيى .. هل نحن في مأزق في فهم إرثنا وتاريخنا العربي والإسلامي

> «الأيام» شوقي عوض:

>
علي محمد يحيى
علي محمد يحيى
في هذه الرحلة مع الأستاذ الباحث علي محمد يحيى، يحق لها الحروف من الكلمات أن تبتهج لترسل أشعة بهائها في العلم والمعرفة لمن أراد استزادة في هذه الحروف معرفة وثقافة، فلهذا تجيء هذه الرحلة، التي كنت قد بدأتها منذ مدة ليست بالقصيرة مع مجموعة من الأساتذة الباحثين لتكون خلاصة جهد معرفي وإبداعي لهؤلاء الذين يشقون طريقهم الصعبة، والوعرة بأنفسهم وينحتون حروف أسمائهم على صخرة الحياة حتى نجحوا.. فلعلها من هنا جاءت فكرة الرحلة في البحث عن ذلك التكوين الثقافي والإبداعي فناً وثقافة وإبداعاً وفكرة الغوص في أعماق مكتباتهم الزاخرة.. فمع الأستاذ الباحث علي محمد يحيى وإلى إجاباته الشفافة الواضحة.

> كيف جاءت فكرة تكوين مكتبكم الأدبية والإبداعية؟

- فاتحة الحديث، إنه لمن دواعي غبطتي وسروري أن أكون عند حسن ظنكم، بعد أن وقع اختياركم علي كي أكون مستضافاً في رحاب لقائكم معي.. أما عن سؤالكم لرحلتي مع الكتاب والمكتبة، فالحق أنه جهد سنين طوال بدأ منذ التحاقي بالعمل الوظيفي في منتصف الستينات من القرن المنصرم ككاتب مترجم في مكتب وزير الزراعة والأسماك السلطان ناصر بن عبدالله الواحدي، رحمه الله وتحت الإدارة المباشرة للراحل الأستاذ أحمد باشراحيل، الوكيل الدائم للوزارة حينها. وكان ذلك بالطبع قبل نيل الاستقلال الوطني لجنوب اليمن، والسبب يعود لهواية القراءة عندي واقتناء وجمع الكتب.. وهكذا تأصلت عندي الرغبة المتزايدة للقراءة، مما جعلني أعرف وأثمن قيمة الكتاب وأحرص على الحفاظ على ما أقرأ من كتب، فبدأت حينها النواة الأولى لإنشاء مكتبتي التي أعتز بها اليوم، وبعد أن كبرت على مدار مراحل العمر، على الرغم مما تتعرض له بين حين وآخر من فقدان بعض مجموعة منها لا أود ذكرها لمرارتها.

> في مكتبتكم الأدبية والثقافية والإبداعية، ما الذي يمكن أن نقرأ فيها من هذه الابداعات؟

- يمكن للمرء النظر إلى رفوفها ليجد بين جنباتها ما يعنى بتاريخ الآداب العالمية والأدب العربي ومنه الشعر بشكل خاص، قديمه وحديثه.. وهذا أكثر ما يستهويني في قراءته.. كذلك يمكن أن يجد مبتغاه في التاريخ والفلسفة والأديان والتصوف والفنون عامة، إلى جانب الموسوعات المتخصصة في معظم مناحي العلوم.

> ما هي الأسئلة من العناوين التي ما تزال عالقة في ذهنك؟

- الحق أنها أسئلة كثيرة لا حصر لها وذلك بفعل تأثير ما أقرؤه أو قل هي قدرة الكاتب المتمكن على أن يجعلني دائماً عالقاً بين ثنايا أفكاره فتكثر معهما الأسئلة التي تظل عالقة في الذهن ومنها على سبيل المثال :

1- هل نحن في مأزق في فهم إرثنا وتاريخنا العربي الإسلامي؟

2- متى يكون الكتاب في متناول الجميع؟

> ما هي المعايير التي يمكن لنا في ضوئها اختيار الكتاب المراد قراءته؟

- بديهي أن المسألة تكمن فيما نرغب أن نستزيد منه نفعاً من معرفة أو علم أو ثقافة، والقصد هو في مادة الكتاب ومضمونه.. فإنك إن حددت هدفاً معيناً فإنه يسهل بعد ذلك اختيار الكتاب من بين عدة عناوين تحمل اتجاهات مختلفة ولو في إطار الموضوع الواحد.. ويكون للكاتب أو المؤلف دور في إقناعك باختيار ما اجتهد في تأليفه ونشره حتى وصل إليك.

> يقولون بأن الفكر يورث الهم فما هي هذه الهموم التي تخلصت منها بعد تعاملكم مع فنون شتى في الإبداع؟

- الأقرب هو أن نقول بأن الفكر يولد القلق نحو الاستزادة.. كما أن المعرفة قليل منها يولد قلقاً في الرغبة للتوسع نحو مزيد من المعارف والمدارك الأخرى.

وهذه هي حالتي القلقة في هذه الأيام خاصة بعد تقاعدي من الخدمة الحكومية وتفرغت لأقرأ أكثر كما أعوض عن ما فاتني من فرص القراءة والبحث لما فيهما من متعة الفائدة وتهذيب للروح والعقل.

> ماذا عن بقية هواياتكم الأخرى المتمثلة بالرسم وبقية الألوان الإبداعية كتقديم البرامج الثقافية.. الخ؟

- فيما يخص الرسم فإنه يندر أن أجد الفرصة الملائمة لأمارس هذه الهواية الجملية الممتعة.. ولا أنفي أنها - أي هواية الرسم - هي جزء من مكوناتي الروحية أما كتابة المقالة خاصة غير الصحفية منها، فإنني لا أنفك أتواصل معها عبر ما تنشره لي الصحافة، وخاصة صحيفة «الأيام» الغراء.. وأما عن ما أعده من برامج ثقافية سواءً في الإذاعة أو التلفزيون أو مساهماتي في المنتديات والمنظمات الإبداعية فهي تكاد أن تكون موسمية أو متقطعة.

> ما هي أجمل الذكريات التي تحملونها عن من كان لهم اليد الطولى في إبداعاتكم وتشجيعكم يوما ما؟

- عرفاناً إنني أحمل الكثير من الذكريات الجميلة عن ما كانت لهم اليد الطولي في تشجيعي يوماً ما أن أحقق طموحاتي الإبداعية، أكانت تلك التي في ميدان الفنون التشكيلية أو ما كان في الأدب والثقافة عموماً.. ففي أثناء الدراسة وبالأخص في المرحلة الثانوية فامتناني أحمله للأستاذين الجليلين الأديب الأستاذ عبده حسين أحمد والأديب الشاعر الأستاذ أحمد الجابري، رعاهما الله ومتعهما بالصحة والعافية.

ثم الرئيس على ناصر محمد، الذي لم يكن يألو جهداً وهو رئيس للشطر الجنوبي من الوطن أن يستقبلني حتى في مكتبه الرئاسي وقتما أرغب في مقابلته.. ولم يكن هو ليتردد بدوره أن يسألني عن مسائل فنية صرفة حتى في تنسيق مكتبه الرئاسي.. وآخر ما عهد به إلي ومعي الأستاذ محمد السندي، سكرتيره الخاص وقتذاك هو إنشاء ما يشبه المتحف للمعروضات التذكارية الثمينة التي كان يتلقاها كهدايا كبار رؤساء وفود اليمن الديمقراطية -وقتها - عند زياراتهم للدول الشقيقة والصديقة في فاترينات زجاجية عملاقة.. ولا يفوتني ذكر أخي وصديقي منذ الطفولة الكاتب والباحث الأستاذ أديب قاسم.

> ما هي العلاقة الجدلية الفلسفية والنفسية فيما بين الكتابة والإبداع وبقية الفنون الإبداعية الأخرى؟

- الإجابة في كلمات ما قلت ودلت: الوعي فالفكرة فالمبادرة ثم الكلمة أو الفعل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى