المشاورات بين الاكثرية والمعارضة في لبنان انطلقت وسط تمسك الاطراف بمواقفها

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

>
جانب من الاجتماع التشاوري لحل الازمة السياسية في لبنان
جانب من الاجتماع التشاوري لحل الازمة السياسية في لبنان
انطلقت أمس الإثنين الاجتماعات التشاورية لحل الازمة السياسية في لبنان وسط تمسك الاكثرية النيابية المناهضة لدمشق بحل ازمة رئاسة الجمهورية وبتوازنات الحكومة الحالية مقابل تشبث حزب الله وحلفائه بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية توفر لهم حصة اكبر.

واعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري للصحافيين بعد جلسة استغرقت نحو ثلاث ساعات ان الاجتماعات ستستانف اليوم الثلاثاء بعد ان تم "كسر الجليد".

وقال بري "تاكيدا على الجدية التي تمتع بها جميع المشاركين ارجأت الجلسة الى الساعة 11 بالتوقيت المحلي من اليوم الثلاثاء".

واوضح ان المتحاورين عرضوا في الجلسة "كل المشاكل والمعضلات وضرورة التوصل الى حل لانه لا يجوز بقاء الوضع على ما هو عليه".

واضاف "بالتالي كان هناك كسر للجليد الذي كان قائما. والجميع حريص على التكافل والتضامن لحل المشكلات والتوحد".

وقال "انطلاقا من هذا بدأنا بالاتفاق على هدنة اعلامية لانها تساعد على عدم وجود توتير".

وحضر الاجتماعات التشاورية 13 من القادة الاربعة عشر، مسلمين ومسيحيين مناهضين لسوريا او مؤيدين لها، الذين شاركوا في مؤتمر الحوار السابق وذلك في مقر المجلس النيابي في بيروت ووسط اجراءات امنية مشددة كما افاد مراسل فرانس برس.

ولم يتغيب سوى الامين العام لحزب الله حسن نصر الله لدواع امنية تتعلق بالتهديدات الاسرائيلية. وقد تمثل الحزب الشيعي الذي هدد باسقاط الحكومة من خلال الشارع اذا لم يتم بت موضوع حكومة وحدة وطنية خلال مهلة اسبوع بوزير الطاقة محمد فنيش وبرئيس كتلته النيابية محمد رعد.

وحضر ابرز قادة الاكثرية وهم سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع المتمسكون باولوية حل ازمة رئيس الجمهورية اميل لحود حليف دمشق قبل البحث في موضوع الحكومة.

وتدعم الاكثرية الحكومة الحالية برئاسة فؤاد السنيورة التي يشارك فيها حزب الله وتتهم المطالبين بتوسيعها بالسعي لتامين "الثلث المعطل" للحؤول خصوصا دون انجاز صيغة المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستتولى محاكمة المتهمين بالتورط في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري.

كما حضر الاجتماع النائب ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر المصر مع حليفه حزب الله على حكومة وحدة وطنية يمتلكان فيها الثلث المعطل. وهما يتهمان الحكومة بالخضوع للمطالب الاميركية فيما تتهم الاكثرية المعارضة بالاندراج في محور سوري ايراني في اشارة الى الدول التي تدعم حزب الله,وعشية الاجتماعات جددت الاطراف تمسكها بمواقفها.

وقال الحريري في حديث تلفزيوني "نحن ذاهبون الى جلسة التشاور لنسمع الاسباب التي تدعو الى تغيير الحكومة. ذاهبون بانفتاح لنسمع ونتشاور لحل الازمة" بدون ان يستبعد امكان توسيع الحكومة لتضم ممثلين عن تيار النائب ميشال عون من غير ان يؤدي هذا التوسيع الى اعطاء المعارضة الثلث المعطل,وقال "كيف نعطي الثلث المعطل ولدينا رئيس جمهورية يعطل كل شيء"واكد ان خيار قوى 14 اذار هو "لبنان اولا" لا المحاور الخارجية.

وقال ان قوى 14 اذار "ليست مرتبطة بمصالح اميركية او غير اميركية وترفض ان تكون مرتبطة بقوى سورية او غير سورية بل هي تعبر عن شعب يريد ان يكون خارج اي وصاية ويريد ان تكون مصالحه قبل مصالح سوريا وايران واي دولة عربية او غربية".

واضاف "ما ان توقفت المعارك (الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان) حتى قام الرئيس السوري بشار الاسد ودعا الى وجوب تحويل النصر العسكري الى نصر سياسي".

من ناحيته لفت نائب حزب الله محمد رعد الى انعدام الثقة بين الاطراف التي تشارك في التشاور.

وقال في حديث نشرته صحيفة "السفير" "اثناء الحوار السابق كانت الثقة لا تزال موجودة,الان الثقة معدومة وكل ما هو مطلوب ان ننظم الخلاف حتى لا يفرط البلد بين ايدينا".

واعتبر "ان الايام الاولى للتشاور ستكون كفيلة باعطاء مؤشرات حيال مدى جدية الطرف الاخر او عدمها في التعاطي مع مطلب حكومة الوحدة الوطنية".

وقال مذكرا بموقف حزبه الذي هدد باسقاط الحكومة في الشارع اذا لم يتم بت موضوع حكومة وحدة وطنية خلال مهلة اسبوع "اتفقنا معهم (حلفائنا) على ان يحضروا انفسهم لكل الخيارات الديموقراطية والقانونية السلمية اذا تعثر التشاور".

وكان بري قد دعا الاطراف الرئيسيين الذين شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني الى عقد اجتماع "تشاوري" لبحث موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية خوفا من ان يؤدي التصعيد الى "صدامات في الشارع".

وانطلق الحوار السابق في 2 اذار/مارس وتوقفت اخر جلساته (كانت مقررة في 25 تموز/يوليو) بسبب الهجوم الاسرائيلي على لبنان الذي انطلق في 12 تموز/يوليو اثر قيام حزب الله باختطاف جنديين اسرائيليين,من ناحية اخرى شككت صحف لبنانية أمس الإثنين بامكانية توصل التشاور الى حل للازمة.

وكتبت صحيفة "الاخبار" المقربة من حزب الله "لم يتبلور اي موقف يبعث على التفاؤل بامكان توصل طاولة التشاور الى نتائج ملموسة الامر الذي قد يجعل الاوضاع السياسية مفتوحة على احتمالات شتى" مشيرة الى ان الاكثرية التي قد توافق في احسن الاحوال على توسيع الحكومة تتمسك "بان لا تعطي الثلث المعطل للمعارضة".

وكتبت صحيفة "الديار" المعارضة "جلسات التشاور لن توصل الى نتيجة. كل فريق ذاهب الى التشاور لطرح افكار يرفضها الاخر وبالتالي النزول الى الشارع اصبح واقعا لا مفر منه".

وعنونت "السفير" المعارضة "كتاب مفتوح الى المتشاورين اليوم: امنعوا عنا الفتنة". وكتبت "المطاردة السياسية في اسبوع التشاور تسابق المواجهة في الشارع". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى