قصة قصيرة .. هلوسة

> «الأيام» عبدالرحمن عبدالخالق:

> هذه الدنيا تضايقني كثيرا. الدنيا ذبابة عنيدة مزعجة تحوم حولي، نهارها مزعج وليلها أكثر إزعاجا بسكونه الصاخب,حاولت أن أدير الأرض بسبابة يدي اليمنى.. فحركتها بطيئة، رتيبة، مملة.. لم أتمكن من ذلك.. قلت في نفسي :

ألم تكن الكنيسة على حق في تحقيقها مع جاليلو وإدانته، عندما حاول إثبات كروية الأرض؟ فاعتبرته مارقا.. وخارجا عن ملة السيد المسيح.

فلو كانت الأرض كروية الشكل فعلا لاستطعت التحكم بها، ولما حولتنا إلى كرة شراب تتقاذف بي .

لكن ما علاقة الدنيا بالأرض وبكرويتها من عدمه؟. فخصومتي مع الدنيا. الأرض تنتمي للمادة، والدنيا عالم هلامي.. لا معنى لها إلا عندي.. إنها ذبابة، ليس أية ذبابة.. إنها ذبابة مزعجة. لكن لولا الأرض لما كنت، لما كانت هذه الذبابة القبيحة. وما أدراك يا سخيف؟ ها .. ها .. كيف ما أدراني؟ أليس الدنيا تسكن هذه الأرض، ولا تمتلك معنى إلا بها .. قبحها من دنيا. اسكت.. اسكت .. لا تزعجنا بترهاتك وهلوساتك.

***

- ماء..هذا .. يا إلهي ؟

ماء يندلق علي كسيل، لا بل قل كتلة من عفونة سبحت فيَّ وغُمرتني . التفت إلى الأعلى، وإلى تحت قدمي .. عله نزل على رأسي وكامل جسمي من تحت ؛ من الأرض .. كل شيء ممكن. هناك أربع جهات أصلية؟ ذلك ما درسناه.. لكنني حقيقة.. لا أعرف ما حاجتنا لأربع جهات.. يكفينا جهتان..فلماذا لا يأخذ الشمال خطه المستقيم كله، ويصبح خط الشمال الطويل، والحال نفسه للغرب.. خط الغرب الطويل.. فكرة هائلة!! لكنها قديمة.. ها..ها.. ها..

المكان فقد معالمه.. من أين حطت كل هذه العفونة؟.

ها.. إن الذبابة قد فعلتها علي.. تتحداني.. تريد أن تدخلني في عراك معها.. لكنني متعب.. متعب حقا.. متعب ورب الكعبة ومن خلق الديمقراطية والانتخابات في بلادنا أيتها الدنيا.. ها..ها..ها . منهك أنا بما فيه الكفاية، وليس لي من حيلة، سوى أن أقذفك بالسباب.. وهذا كل ما أملك .

أسير.. أسير دون هدى..أسير على أديم الأرض. جميل أن تدوس الأرض بدلا من أن تدوسك. شيء ما يدفعني بقوة إلى حفرة، ويغمرها بالتراب.

- آه .. ألم أقل لكم إن الدنيا نجسة وماكرة .. تبا لكم ولها .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى