تصاعد هجمات طالبان يخنق الحياة في قندهار معقل الحركة المتشددة

> قندهار «الأيام» تيري فريل :

>
هجمات طالبان يخنق الحياة في قندهار
هجمات طالبان يخنق الحياة في قندهار
تملأ آلاف السيارات اللامعة تحت شمس الصحراء ساحات البيع على طول الطريق المؤدي إلى المطار في قندهار ثاني أكبر مدن أفغانستان,كما تكتظ المتاجر والأسواق بالمدينة عن آخرها.

غير أن هذا الازدهار لا يعبر عن حقيقة الوضع في المدينة التي تعد مهد حركة طالبان والتي باتت حاليا مركزا للعنف بعد ان عادت الحركة المتشددة إلى الظهور بعد خمس سنوات من إطاحة القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحكومتها من السلطة.

وقال أحمد شاه (60 عاما) والذي يصلح الإطارات "الأمر يزداد سوءا. إنني خائف.. فتلك الهجمات الانتحارية تحدث طوال الوقت." وكان شاه يتحدث بينما كان يقف خارج الورشة التي يمتلكها وهي عبارة عن حاوية شحن كبيرة قديمة على طريق المطار قرب مدخل المدينة.

واضاف شاه "الأجانب يقاتلون من أجل أنفسهم فقط ومقاتلو طالبان يقاتلون أيضا من أجل أنفسهم."

ويشهد الطريق من المدينة وحتى المطار وهو قاعدة عسكرية كبيرة كثيرا من التفجيرات التي تستهدف القوات الأجنبية.

وفي أغسطس اب صدم مهاجم انتحاري سيارته في قافلة تابعة لقوات حلف شمال الأطلسي قرب ورشة شاه مما أدى إلى مقتل مدني واحد وإصابة عدد آخر.

والعام الحالي هو الأكثر دموية في أفغانستان منذ الاطاحة بحكومة حركة طالبان من السلطة في نوفمبر تشرين الثاني عام 2001.

وعاودت طالبان القتال مدعومة بأموال المخدرات ووفرة ملاجيء آمنة لمقاتليها في باكستان بجانب الإحباط المتنامي وغضب الأفغان من الافتقار إلى إعادة الإعمار أو وجود اقتصاد حقيقي.

وقال شاه "الأمر يزداد سوءا لأنهم (طالبان) أصبحوا أقوى... يزداد سوءا لأن الناس لا يجدون وظائف. إنهم لا يملكون شيئا."

وحتى فترة قريبة كانت قوات طالبان تحاصر بالفعل قندهار وهي المدينة التي أطلق منها الملا محمد عمر الذي فقد إحدى عينيه الحركة في عام 1994.

وشنت قوات المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في سبتمبر ايلول هجوما استمر اسبوعين ضد المتمردين أسفر عن مقتل 500 على الأقل. وانخفضت منذ ذلك الحين الهجمات في جنوب أفغانستان غير أن طالبان لا تزال قوية ونشطة.

وقال فيصل الحق الذي يدير ساحة من بين نحو 70 ساحة لبيع السيارات على طول طريق المطار "إذا استمر الأمر بهذا الشكل.. فلن يتحسن شيء." واضاف "القتال من أجل طالبان هو مثل العمل,هذا كل ما لديهم."

وقدر أن تجارته انخفضت إلى النصف خلال الشهور القليلة الماضية بسبب تصاعد أعمال العنف. ولم يفر فيصل الحق وهو في منتصف العمر وأب لستة أولاد من أفغانستان خلال سنوات الاحتلال السوفيتي أو الحرب الأهلية أو حكم طالبان.

غير أنه قال "الآن.. سأرحل إلى أي مكان... لقد قضيت حياتي كلها في أفغانستان. والآن سنصبح لاجئين. لا أعتقد أن الأمور ستتحسن. إنها تزداد سوءا يوما بعد يوم." وتابع فيصل الحق قوله "لا أمل لأطفالنا. نحن الكبار سنموت اليوم أو غدا (لكن) ما هو مصير أطفالنا."

ويتزايد الحديث في قندهار بين الناس عن مغادرة البلاد أو عن أصدقاء أو أقارب غادروا بالفعل رغم عدم وجود شواهد حقيقية حتى الآن على نزوح جماعي لسكان المدينة.

وحذر الجنرال البريطاني ديفيد ريتشاردز قائد قوة المعاونة الأمنية الدولية البالغ قوامها 31 ألف جندي من أن عدم تعزيز الانتصارات العسكرية بإعادة الإعمار وتوفير وظائف وحياة أفضل من شأنه أن يقوض المهمة في أفغانستانوويقول الجنرال البريطاني إن الشهور الستة القادمة ستكون بالغة الأهمية. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى