الانتقال من النظري إلى التطبيقي بتوفر الأجهزة الحديثة .. كلية طب الأسنان بعدن تحقق قفزة علمية

> «الأيام» خديجة بن بريك:

>
طالبات يؤدين التطبيق في معمل القسم بإشراف الأستاذة
طالبات يؤدين التطبيق في معمل القسم بإشراف الأستاذة
تجرى التحضيرات حاليا بجامعة عدن لافتتاح مشروع كلية طب الأسنان، والبدء في التطبيق العملي من قبل طلاب الكلية، ويعد هذا حدثا وتطورا كبيرا تحققه جامعة عدن على المستوى الأكاديمي يلقى الترحيب والتقدير سواء من قبل الأوساط الأكاديمية أو الاجتماعية..

وبهذه المناسبة توجهت «الأيام» لاستطلاع وجهات نظر الأوساط الأكاديمية والطلاب الملتحقين في هذا التخصص.

الانطلاقة والتأسيس
وكان أول من التقته «الأيام» أ.د.سعيد جيرع، نائب عميد كلية الطب لشئون طب الأسنان الذي تحدث إلينا عن طبيعة هذا التطور الأكاديمي.. قائلا:

ـ تأسس قسم كلية طب الأسنان في عام 1997م بإمكانيات بسيطة وكان هذا بفضل الله أولاً، وثانياً بفضل الدعم الشخصي لفخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية وكذا أناس آخرون لا بد أن نقول كلمة حق فيهم لشجاعتهم في اتخاذ القرار الحكيم بإنشاء وتشييد قسم كلية طب الأسنان وإن كان في البداية متطفلا على كلية الطب والعلوم الصحية، وهؤلاء هم أ.د. صالح علي باصرة، رئيس الجامعة الأسبق ووزير التعليم والبحث العلمي الحالي الذي كان له فضل إصدار هذا القرار وفي أيامه بدأ البناء وتم الانتهاء منه، وجاء بعده أ.د. عبدالكريم يحيى راصع، رئيس الجامعة السابق ووزير الصحة والسكان الحالي وكان خير سند في تجهيز الكلية ودعمها بهيئة تعليمية أساسية ومساعدة، وجاء الاستاذ الجليل د. عبدالوهاب راوح رئيسا لجامعة عدن وهو ذو خبرة أكاديمية سابقة، وأعطى ثمار العمل المشترك لزميليه السابقين وأتم ما بدءا به، ودعم وما زال يدعم إنجاح هذا المشروع العظيم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ويقوم بمساندتنا من خلال توفير كل الإمكانيات المتاحة وحل بعض المشاكل الصعبة وتبسيطها لنا، وهو على استعداد دائم للتعاون معنا، ونحن بدورنا لا يسعنا إلا أن نقدم له الشكر الجزيل ونتمنى له التوفيق والنجاح.

كما أننا على استعداد للتعاون معه في تقديم المزيد من الجهود اللازمة للرقي بالجانب الأكاديمي في الكلية، وفي الوقت نفسه لا ننسى إدارات قسم كلية طب الأسنان التي كان لها الدور الأعظم في تحمل المهام والدفع بالكلية نحو تحقيق النجاح المأمول، وفي مقدمة قيادات تلك الإدارات د.وجدي مغارف، نائب العميد الأول، د.أحمد علي مهدي، ود.سلام القيسي من العراق الشقيق .. ولهؤلاء جميعا كلمة شكر وإنصاف في حقهم إذ لا يمكن نسيان دورهم، ونشكر إدارتي كلية الطب والعلوم الصحية السابقة بقيادة عميد الكلية أ.د. حسين الكاف والحالية بقيادة أ.د.عبدالله سعيد الحطاب، وهؤلاء جميعا مازالوا يقومون بدعمنا ودعم الكلية والطلاب.

الانتقال إلى التطبيق العملي
وانتقل أ.د.سعيد جيرع، مستعرضا أبرز مظاهر التقدم الذي شهده تخصص طب الأسنان في جامعة عدن فقال:

ـ يمكنني هنا الإشارة إلى ما تحقق من تقدم على صعيد التجهيزات الحديثة التي أدخلت إلى الكلية بعد أن طال أمد انتظارها وبعد جهود مضنية من قبل الجميع إدارة وطاقماً طبياً في القسم، والتي بموجبها تم تمكنين طلاب الكلية من البدء بالتطبيق العملي على كافة تلك الأجهزة والمعدات التي تم توريدها حديثاً.

لهذا الإنجاز الذي تحقق يمكنني القول وبكل صراحة إن انتقال طالب الكلية إلى التطبيق العملي الذي أصبح ممكنا بفضل توفر هذه الأجهزة والمعدات الحديثة، قد أحدث حالة عالية من الطمأنينة لدى الطالب الذي أصبح على ثقة من أنه يتلقى العلم ليس عن طريق إلقاء المحاضرات فحسب بل أيضاً بالتطبيق العملي بواسطة أجهزة حديثة وعلى المرضى وتحت إشراف أساتذة أكفاء من كوبا الصديقة ويمنيين ذوي مؤهلات حازوها من دول أوروبية.

وهنا أود أن أسجل شكري وتقديري لجميع زملائي الذين تعاونوا معنا في إنجاح هذا المشروع.

طالبة تقوم بمعالجة مريض تحت إشراف الأستاذة
طالبة تقوم بمعالجة مريض تحت إشراف الأستاذة
معوقات نأمل تخطيها
إلى ذلك ألمح أ.د.سعيد جيرع، في حديثه إلى وجود بعض الصعوبات الت تعترض مشروع كلية طب الأسنان، وفي هذا الصدد أوضح قائلا:

ـ لا بد لكل عمل ناجح في الحياة من مصاعب ومشاكل، وأخص بالذكر هنا المصاعب الفنية للتجهيزات، وهذه طبيعة العمل في مشروع كبير ومهم مثل قسم كلية طب الأسنان. ولكني على ثقة بأن الجميع سوف يدعموننا في تسهيل هذه المصاعب وحلها والتعاون معنا دائماًَ، وأخص هنا بالذكر أ.د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن الذي وبكل أمانة لم يبخل علينا ويلبي لنا كل ما نطلبه منه، فله الشكر منا والتوفيق من رب العالمين.

وأود التنويه لأعداء النجاح الذين يتربصون ويحاولون إفشال كل نجاح يفيد المجتمع والطلاب بأن عليهم العودة إلى رشدهم، وهذا النجاح ليس نجاح إدارة قسم كلية الطب أو كلية الطب والعلوم الصحية أو الجامعة، ولكنه نجاح للجميع.

وننصح أبناءنا الطلاب بأن لا ينجروا وراء هؤلاء، وعليهم الانتباه لمستقبلهم والمثابرة والدراسة وبذل المزيد من الجهد لإسعاد أنفسهم وأسرهم ووطنهم، ومن جانبنا سوف نحمل الذين يريدون إفشال هذا المشروع المسؤولية كاملة.

كلمة شكر وتقدير
واختتم أ.د.سعيد جيرع، نائب عميد كلية الطب لشئون طب الأسنان حديثه موجها الشكر والتقدير لكل الذين ساهموا ودعموا تجهيز مشروع كلية طب الأسنان، وفي مقدمتهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والحكومة ومحافظ عدن والسلطة المحلية ورؤساء الجامعة السابقين والحالي الأستاذ د. عبدالوهاب راوح وإدارة جامعة عدن بكل إداراتها الخدماتية والفنية، وإدارتي كلية الطب والعلوم الصحية السابقة والحالية.

كما أعرب عن شكره وتقديره لزملائه الذين سبقوه في تحمل مسؤولية إدارة قسم كلية طب الأسنان، الذين يتعاونون دائماً إلى جانب «زملائي وزميلاتي اليمنيين والكوبيين والطاقم الطبي والفني والوظيفي في القسم، وشكر خاص لعائلتي التي تحملت التعب وصبرت ولأمي التي مازالت تدعو لي بالنجاح، وأشكر صحيفة «الأيام» والقائمين عليها على النزول إلينا وتقديمهم ما هو مفيد وناجح لهذه الأمة».

قفزة علمية وناجح غير عادي
بعدها توجهنا إلى قسم العيادات، حيث كان الطلاب يتلقون التطبيق العملي من قبل الأستاذة ماربيل باستيرشيا، التي التقينا بها فقالت:«إنها خطوة نحو التطور، وهذا مهم بالنسبة للطالب، وهذه التجهيزات الجديدة أعطت كلية طب الأسنان قفزة علمية جديدة، خاصة أن الطالب يحتاج المزيد من التطبيق العلمي وخاصة في طب الأسنان، حيث كان يتم إعطاء الطلاب المحاضرات في السابق دون الاهتمام بالجانب العملي، أما الآن فالوضع أفضل، وهذا نجاح غير عادي لكلية طب الأسنان وجامعة عدن، وأشكر كل من أرسى هذه المبادرة الأولية لطب الاسنان، وأرى أن الوضع الآن أفضل بكثير من ذي قبل بوجود الأجهزة، حيث يقوم الطالب بالتطبيق العملي بشكل يومي مما يجعله يتعامل مع المريض ومع الأجهزة بشكل يومي، وبهذا يتخرج ولديه خبرة كافية في مجال الأسنان».

الطلاب أثناء التطبيق العملي في عيادة قسم طب الأسنان
الطلاب أثناء التطبيق العملي في عيادة قسم طب الأسنان
التطبيق في التركيبات الصناعية
وبعد ذلك توجهنا إلى قسم آخر، وكان فيه مجموعة من الطلاب يعالجون المرضى بالأجهزة الحديثة، وكان آخرون يستشيرون مدرستهم مليلينا راموس، أستاذة في مادة التركيبات الصناعية، التي تحدثت إلينا قائلة: «الطالب أصبح لديه مجال واسع للتطبيق العملي أكثر من السابق، وهذا يساعده في أن يكون جديرا بالمسئولية وستكون لديه خبرة وسيكتسب بعدها خبرات إضافية أثناء العمل بعد التخرج، وأنا أرى أن من المهم جداً أن يطبق الطالب في التركيبات الصناعية، لأن هذه المادة إن لم تطبق بعد المحاضرة مباشرة قد ينسى الطالب ما أخذه في المحاضرة، لكن التطبيق يساعده في أن تكون لديه خلفية نظرية بالإضافة إلى التطبيق العملي».

فرصة تتحقق أخيرا
وفي القسم نفسه قالت دنيا محمد إبراهيم، طالبة في المستوى الخامس (طب أسنان): «صراحة تم بذل جهد غير عادي لفتح العيادة، فقد كنا نتوقع أن تفتح العيادة بعد شهر أو شهرين، وقد تفاجأنا بأنها فتحت بعد أسبوع وهي جاهزة تقريباً، والعملية التعليمية في جامعة عدن مشهود لها وكان هناك تطور سريع، وكان الجانب النظري في الكلية قوياً، أما الآن فوجود النظري والتطبيقي سيعطينا مهارة أكثر في مجال تخصصنا، وهناك طلاب قد تخرجوا تمنوا أن يكونوا محلنا الآن كون الفرصة توفرت لنا بوجود تجهيزات العيادة».

وفي مكتبة الكلية تقول نادية دحمان، أمينة المكتبة إنه «بعد فصل المكتبة عن قسم الطب البشري أصبح الحال أفضل بكثير، حيث أشعر أن هناك ارتياحا كبيرا من قبل الطلاب، وأستطيع أن أقول إن الكتب شبه مكتملة برغم أن كتب الأسنان ذات أسعار مرتفعة، لذا تم توفير ثلاث نسخ من كل كتاب، وأعتقد أنها كافية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى