ملياردير روسي يثير تساوءلات حول طموحاته السياسية في اسرائيل

> القدس «الأيام» لوك بيكر :

>
أركادي جايداماك
أركادي جايداماك
ربما يكون المليارديرات الروس بالفعل شخصيات بارزة على مسرح الأحداث في لندن ونيويورك وموسكو غير أن أحدهم جعل نفسه حاليا ملء البصر والسمع في مكان غير مألوف مثل إسرائيل.

فقد أقحم أركادي جايداماك وهو رجل أعمال ولد في روسيا ويحمل جوازات سفر فرنسية وإسرائيلية وكندية وأنجولية نفسه في قلب المشهد السياسي في إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة بلفتات صريحة جعلت خصومه يصيحون ويقولون إنه يسعى لكسب التاييد الشعبي وتساروهم شكوك في وجود طموحات سياسية محتملة وراء ذلك.

وكانت أحدث الخطوات من جانبه إرساله أسطولا من الحافلات إلى بلدة سديروت القريبة من الحدود مع قطاع غزة لنقل مئات السكان المذعورين لقضاء عطلة مجانا في منتجع ايلات المطل على البحر الأحمر فرارا من الصواريخ التي يطلقها النشطاء الفلسطينيون.

وكان جايداماك قام أيضا في يوليو تموز خلال حرب إسرائيل مع حزب الله والتي استمرت 34 يوما ببناء مخيم على شاطيء يطل على البحر المتوسط لإيواء النازحين الذين فروا من الصواريخ التي كان يطلقها حزب الله.

وذكرت تقارير أن هذا المخيم كلفه 15 مليون دولار وهو مبلغ ضئيل للغاية ضمن ثروة تقدر بنحو أربعة مليارات دولار جناها من أعمال تتراوح بين مؤسسة للترجمة وصفقات استيراد وتصدير وحتى التجارة في النفط والسلاح.

ومثل بعض الأثرياء الروس الآخرين دخل جايداماك مجال الرياضة حيث اشترى فريق بيطار القدس أحد أبرز فرق كرة القدم الإسرائيلية وفريق هابوئيل القدس أحد أكثر فرق كرة السلة شعبية في إسرائيل. ويمتلك ابنه ألكسندر فريق بورتسموث الإنجليزي لكرة القدم.

وقدم جايداماك الذي بدأ حياته كبستاني وبناء تبرعات أيضا لمؤسسات خيرية من بينها تقديمه 50 مليون دولار لمنظمة شبه حكومية إسرائيلية تؤيد الهجرة إلى إسرائيل.

وهناك عدة مليارديرات يهود روس آخرين عاشوا بعض الوقت في إسرائيل غير أنه لا يوجد من بينهم من أبرز صورته مثل جايداماك,ولذلك فربما كان السؤال الذي يقف على شفاة كثير من السياسيين هو ..ما هي نوايا ذلك الرجل.

ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس انتقادات شديدة لجايداماك خلال الأيام الأخيرة بعدما أثارت قلقهما رحلات "الفرار من سديروت" بواسطة الحافلات.

ورد جايداماك على تلك الانتقادات ووصف بيريتس بأنه "سائق سيارة أجرة". وتناقلت الصحافة الإسرائيلية تلك التوترات.

وتساءلت دان مارجاليت الكاتبة بصحيفة معاريف اليومية قائلة "ماذا لدى إيهود أولمرت وعمير بيريتس ضد جايداماك.. . لقد أبدت الحكومة اهمالا. تدخل جايداماك لتعديل اخفاقات الحكومة,بل إنه يستحق العرفان منا."

من جانبه لم يبذل جايداماك الذي لم يظهر دلالة تذكر بشأن ميوله السياسية الكثير لإقناع الناس بأنه غير مهتم بالسياسة.

ويقول جايداماك إنه إذا خاض الانتخابات فبإمكانه الفوز بأربعين مقعدا وهو ما يعادل ثلث عدد مقاعد الكنيست,وأظهر استطلاع للرأي نشر أمس الأربعاء أنه يتمتع بشعبية أكبر من أولمرت,غير أن سمعته ليست بيضاء.

فقد قضى 25 عاما في فرنسا قبل أن يغادر إلى إسرائيل بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه فيما يتصل بصفقة أسلحة تورط بهاأيضا نجل الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران. ويقول جايداماك إنه ليس هاربا.

وجمع جايداماك أغلب ثروته الحالية في أنجولا حيث كان يزود الحكومة بعتاد عسكري في مقابل الحصول على النفط في ذروة الحرب الأهلية بأنجولا في التسعينات.

وكان جايداماك قال لصحيفة جارديان البريطانية قبل نحو خمس سنوات "كل شيء كان قانونيا." وأضاف "كانت أرباحنا هي الفارق بين السعر الذي حددناه للنفط والسعر الذي بعناه به."

وواجه جايداماك مشكلات في إسرائيل أيضا,فقد استجوبته الشرطة في يناير كانون الثاني فيما يتصل بتحقيق دولي في عملية غسيل أموال وأوصت في وقت لاحق بتوجيه الاتهام إليه رغم أنه لم يتهم بشكل مباشر بغسيل الأموال.

ويقول جايداماك إن تلك التحقيقات جزء من حملة ضده غير أنها لا تعيق سعيه لكسب الشعبية.

وقال لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية "أتمتع حاليا بتأييد شعبي يكفي لانتخابي رئيسا للوزراء." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى