يوم من الأيــام .. اليمن بيتنا.. اليمن فوق الجميع!

> محمد سعيد سالم:

>
محمد سعيد سالم
محمد سعيد سالم
(إسرائيل بيتنا)، هو اسم الحزب الذي يتزعمه الصهيوني المتطرف ليبرمان، المنضم حديثاً إلى حكومة أولمرت، لتغطية عجز (الكفاءة) لدى الصهاينة، الذي ظهر في العدوان على لبنان، وأبطال حزب الله.

لكن هذا لا يعنينا وسط هذه السطور. والذي يعنينا هو: لماذا - فقط - الإسرائيليون و(الصهاينة)، أكثر أنظمة الحكم في العالم تمترساً وراء النزعة الشوفينية، التي تجعل من كيان إسرائيل البيت، الذي هو فوق الجميع، والذي على الجميع (في إسرائيل طبعاً) أن يستخدم كل الوسائل لحمايته..!

لماذا لا يكون للعرب شعارات من هذا النوع؟ أرضنا فوق الجميع، مصالحنا قبل كل شيء ؟! نحن أولى بذلك من قوى الاحتلال والعدوان.

ودعونا نخصص أكثر، لأنه من الحلقة الواحدة تنشأ باقي الحلقات وتتواصل، ومن التكوين الصغير للمصلحة والانتماء، يخلق التكوين الكبير للانتماء والمصلحة.

لماذا - نحن في اليمن - لا نقوّي الشعار الراسخ في النفوس، ونحوّله إلى معادلات حقوقية وإنسانية في حياتنا ومجتمعنا، شعار: (اليمن بيتنا - اليمن فوق الجميع)؟!

الإسرائيليون يزايدون علينا نحن العرب، أنهم جعلوا الكيان الصهيوني بيتاً لكل بنى إسرائيل، على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم:(المتدينون، العلمانيون، السفرديم، والاشكنار.. وغيرهم). وهو بيت يحمونه بكل وسائل الحماية المشروعة وغير المشروعة، حتى ولو كان عنوانها فناء كل العرب والمسلمين.

لكن بيتنا نحن ليس بيتاً مغتصباً، والإنسان اليمني (والعربي عموماً) ليس طارئاً على التاريخ، فكثير من التحولات والمراحل التاريخية المشرقة مرت فوق تراب اليمن، ووثقت أمجاداً وحضارات.

فكيف يمكن في عصرنا الراهن، ونحن نقدم تجربة تاريخية وإنسانية جديدة اسمها (وحدة اليمن والمشروع الديمقراطي الحديث)، كيف يمكن أن تكون على مستوى من (الكفاءة) التي تليق بشعار: (اليمن بيتنا - اليمن فوق الجميع)؟!

حقوق الإنسان هي الأساس الذي يرسخ قوة انتماء الشعوب لأوطانها.

الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع مكونات المجتمع والوطن، وتهيئة كل الظروف لتمكين كل إنسان من التمتع بحقوقه الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والمدنية والسياسية.. وحماية هذه الحقوق بكل وسائل الحماية الإنسانية والقانونية.

حماية حقوق الإنسان تحرر المواطن من الخوف والحاجة، وتدفع بالرقي الاجتماعي قدماً، ومن ثم مستوى الحياة المعيشية للناس، فيشعرون أنهم في بيتهم، وأنه بيت فوق الجميع.

لا يكون البيت بيتاً، ولا يكون فوق الجميع، إذا تلاعب به المفسدون، وليس فيه براءة ذمة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى