الشياطين الخرس

> «الأيام» كمال بدر عيظة /كريتر - عدن

> إنهم آفة المجتمعات، لهم صفات بحيث أنك تستطيع أن تميزهم بسهولة، يستطيعون أن يدمروا الأسر بأسهل الطرق، ودون إمكانيات يبذلونها، أو وسائل يخسرونها.. بل بسكوتهم فقط.

لا تستهن بصمتهم، فهم الذين يحركون الأمور في كل مكان، لكن في الطريق إلى الوراء.. نعم إلى الوراء.. بمعنى العبارة.

فالصامت مجمع للصفات الخبيثة والسلبية في كل الأعراف والمعتقدات والأديان.

فهو جبان بكل معاني الجبن فلا رأي له في حق أو باطل، وخاصة الباطل.

بخيل، بكل معاني البخل.. بماله، بنفسه، وبوقته.

أول أولوياته مصلحته، فهو يقدمها على كل شيء، ولا يهتم إن كانت مصلحته على سبيل تدمير حياة من حوله.

يخفي وراء صمته كبراً يجعله ينظر إلى من حوله.. تحت قدمه بل وأدنى من ذلك.

يكفي أن يكون واحد في أسرة يحمل هذه الصفة ليدمرها ويكفي أن يكون واحد في سلطة دولة ليذهبها.

ليس له قريب أو حبيب، فمصلحته أقرب إليه من حبل وريده، ونفسه أحب إليه من أمه وأبيه.

لكن رغم كل ما فيه من جبن وبخل وطمع وتسلط وتكبر، إلا أنه أداة يستخدمها المستغلون في إظهار غير ما يخفون وتلميعهم وإخراجهم بصورة حسنة طيبة على غير الحقيقة.. يا ترى هل يفعلون ذلك مقابل شيء؟ كلا.. إنهم يفعلون ذلك لخوفهم وتأكيداً منهم على الإنسانية التي تحتل قلوبهم وكل من يتعرض للصورة الزائفة تجدهم أول المنافقين والمتأولين حتى لو كانت الحقيقة أبين من الشمس فقد يعمونها ولا يبالون طالما أن مصلحتهم لم تمس.

لا يفعلون الشر فقط، وأيضاً يحثون ويعينون كل من يقدم على ذلك.

يظنون بذلك أن بالاً يهدأ لهم، أو عيناً تغمض لهم أو نفساً تشبع لهم..كلا والله.. تجدهم كالنار تأكل بعضها بعضاً إن لم تجد ما تأكله، قد ابيضّ شعرهم وانحنت ظهورهم قبل أوانهه.. يا ترى هل لهم توبة؟ في نفسي ليست لهم توبة ولا حق لهم في العيش.. ولكن عند الله لهم توبة ولكن بعد أن يصلحوا ما أفسدوه، فهيهات أن يفعلوا ذلك فلم يعتادوا عليه ولم يمارسوه من قبل فليس البناء مثل التدمير، فتدميرهم لا يحصى وضحاياهم لا يعدون فقد حطموا الأرقام القياسية في ذلك كله.. إذن فليس لهم توبة.. جزاؤهم العادل عند الله.

تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم لهم ليس اعتباطاً فهم شياطين بكل ما تعنيه كلمة شيطان.. ليس شيطان فقط بل وأخرس ايضاً فالشياطين درجات وهم أدناها.

حتى عند الشياطين ليست لهم كلمة حق فمن باب أولى عند البشر.

وبالمقابل جعل النبي صلى الله عليه وسلم في الجانب الآخر من ينافي هذه الصفة ويبتعد عنها في درجة عالية في الجنة بل وسيد الشهداء بل ومن أفضل الجهاد «سيد الشهداء حمزة، ورجل قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله».

«أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر».

فمن عافاه الله من هذه الصفة فليحمد الله وليسأله الثبات. ومن ابتلاه الله بهذه الصفة ..فليسأل الله رحمته وأن يعافيه مما به.. من (سر طاعون).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى