الشاعر المبدع نجيب القرن لـ «الأيام» .. مؤمن بالشعر وبشكله وإن تعددت أزياؤه وتنوعت مدارسه

> «الأيام» أنيس منصور:

> يمتاز الشاعر المبدع نجيب محمد مقبل ابن الراهدة بشاعرية مرهفة تغلب عليها مسحة اليأس مؤكداً انه مؤمن بكل معاني ومؤثرات وهاجس الشعر متأثراً بشعراء أمثال أحمد مطر وأمل دنقل ونزار قباني والزبيري وأحمد الجابري..كيف بدأ يتذوق الشعر وما هي طقوس كتابة الشعر لديه ولماذا اقتصر حضوره الشعري على النشر في الصحف وإلى أي مدرسة ينتمي وتفاصيل أخرى وضعتها «الأيام» وإلى نص الحوار:

< هل لنا أن نعرف بداياتك الشعرية؟

- علاقتي بالشعر بدأت منذ الصغر كقارئ ومحب له، تستوقفه وتستعذبه الأبيات والقصائد ويحفظ الكثير منها. أما بالنسبة للبداية الأولى لكتابة الشعر ، فإني أرى أن البداية الحقيقية والمقنعة لي بدأت بعد التخرج في الثانوية بسنوات وبالتحديد عام 1997م.

< هل ينهج الشاعر نجيب القرن مدرسة شعرية بذاتها؟

- أنا مؤمن بالشعر.. بدهشته، بسحره، بتمرده، بشكله وإن تعددت أزياؤه وتنوعت مدارسه.

< وماذا عن الحداثة في الشعر؟

- كثر الكلام عن هذا النمط الجديد من الشعر ما بين مؤيد ومعارض. قصيدة النثر أو كما يسميها د.عبدالعزيز المقالح «القصيدة الأجد»، القضية وما فيها وهذه وجهة نظري الخاصة أن الذائقة لتقبل هذا الشكل الجديد والغريب على الأسماع لم تبدأ في التكون والتقبل بعد، فمازالت الآذان تشنقها الأوزان وتسبح في بحور الخليل وتحتاج إلى وقت ليس بالقصير لفهمها والاعتراف بها.

< هل أنت مع ما ينشر اليوم من قصائد؟

- كغيري لست راضياً عن كل ما ينشر وإن كنت مع الأخذ بأيدي المبتدئين الذين يشتم منهم رائحة الموهبة. معظم قصائد النثر المنشورة والمنثورة تغرقنا في الرمزية والغموض الذي يصل بنا إلى حد العمى عن مشاهدتها.

والأصل ألا تكون القصيدة مباشرة وخطابية كما هو حال معظم القصائد العمودية ولا أنها طلاسم مطموسة. وإنما الأصل -وهذا الرأي قد لا يعجب البعض- أن تكون رمزية وغامضة تصحبها درجة الملامسة والإيحاء لتساعد القارئ أو المستمع أن يفك شفرتها ويستمتع بأجوائها. ما يعيب معظم القصائد النثرية القصيدة (اللغز) التي لا تمت إلى الحداثة بصلة، إنها تجني على نفسها وعلى صاحبها سرعة الزوال والانذثار، فهي من الصعوبة أن تحفظها الأذهان تستعصي حتى على ذهن صاحبها. مع ذلك كله.. أنا لست ضد هذا الشكل الجديد، الحداثة القائمة على آليات وشروط ينبغي توفرها لدى الشاعر لكتابة النص النثري فهناك صور فنية جديدة وخاصة بقصيدة النثر تحتاج إلى دراسة وتسليط الضوء عليها من قبل النقاد والمختصين.

< كيف تقيم الحركة الشعرية في اليمن؟

- برغم بروز عدد من الشعراء الشباب وعلى مستوى الجنسين إلا أنه مازالت هناك مواهب وطاقات حقيقية وقفت في طريقها عوائق عدة، تحتاج إلى الأخذ بيدها وإبرازها من قبل القائمين على الشأن الثقافي وإن كان الأصل أن يفرض صاحب الموهبة نفسه بنفسه دون يأس. الكلام حول التقييم قد يطول بعض الشيء وأختم بنطقة أخيرة وهي أنه مازال البعض يحلم أن يرى ديوانه أو مولوده الأول في طريق النشر ولا يعني هذا إلغاء المجهود الطيب الذي تقوم به وزارة الثقافة ممثلة بوزيرها الأستاذ خالد الرويشان من طبع وإعادة نشر عدد من الدواوين لمبدعين ومبدعات بمختلف الأعمار.

< وماذا عنك أنت هل لديك مشروع طبع ديوان لقصائدك؟ وحبذا لو تحدثنا عن الطقوس المعينة لكتابة القصيدة عندك؟

- حالياً أعمل على أرشفة قصائدي المنشورة وغير المنشورة خلال السنوات السبع الماضية وأرى أن الوقت لم يحن بعد لضمها في ديوان. أما بالنسبة للطقوس المعينة التي أسلكها في كتابة القصيدة فهي لا تختلف عن الطقوس التي تحدث عنها عدد من الشعراء . يتفق الشعراء على شيء اسمه الإلهام والبعض يسميه اللحظة الشعرية أو الهاجس وقسم آخر يطلق على هذه اللحظة اللذيذة والجميلة شيطان الشعر. قد تأتي في أي وقت وعندها أترك كل شيء في يدي فهي بالنسبة لي من أجمل لحظات التجلي بالمعنى الصوفي. هذا الإلهام أو الهاجس يحتاج أحياناً وليس دائماً إلى القيام بعملية الاستحضار أو الاستدعاء عن طريق الفكرة (موضوع القصيدة) والتفاعل معها لأيام. وأفضل الأوقات لدي وقت الليل لكتابتها. بعد اكتمال نفس القصيدة أقوم بوضع اللمسات الأخيرة عليها وذلك بتنقيحها.

< لماذا نرى مسحة اليأس في أغلب أشعارك؟

- قد يكون انعكاساً لواقعنا المعاش سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. فالتغيير مازال بعيد المال وحلماً نكره أن يشيخ وينتهي معنا أو بتسلمه جيل بعدنا .

< هل حضورك الشعري يقتصر على النشر في الصحف فقط؟

- لدي كثير من الأشعار على شكل منشورات باسم مستعار وأحياناً بدون اسم تتناول عددا من المواضيع وهذه هي الطريقة التي أقيم بها نفسي من خلال رؤيتي للناس وهم يشيدون بها أمامي دون علمهم أنها ملكي. وكذلك لي ارتباط وحضور عند عدد من الشعراء والكتاب الكبار في منتديات هي في طور التأسيس وإن كان هذا الحضور على فترات متقطعة.

< بمن كان تأثرك من الشعراء؟

- كثير هم الشعراء وعلى مستوى العصور وقد تستوقفك قصيدة واحدة لشاعر فتحبه لأجلها إلا أن هناك شعراء تأثرت بهم وقرأت لهم كثيراً منهم أحمد مطر، مظفر النواب، أمل دنقل ونزار قباني في شعره السياسي، ومن اليمن الزبيري والفضول وأحمد الجابري .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى