الاهتمام ببرج الساعة

> أحمد محمد عوض:

> يقع على أحد تلال مدينة التواهي المطلة على ميناء عدن هذا البرج الشامخ الذي يحظى بدلالة وعراقة تاريخية، ويعرف عن هذا البرج أنه توجد في أعلاه ساعة ذات أربعة صحون، وقد سمعنا من كبار السن الذين عاشوا في هذه المدينة من فترة بعيدة أن ساعة هذا البرج تسمع دقات جرسها حتى مدينة الشيخ عثمان، وكان عمال الشحن والتفريغ في ميناء عدن يعملون وفقاً لهذه الدقات الصادرة عن هذه الساعة الموجودة أعلى البرج نتيجة لعدم أو ندرة ساعات اليد آنذاك.

وهكذا استمر حال الساعة حتى يوم 30 نوفمبر 1967م ، ليرحل آخر جنود الاحتلال البريطاني من مدينة عدن الباسلة ومن بقية أجزاء الجنوب اليمني بعد أربع سنوات من الكفاح المسلح الذي خاضه الشعب اليمني العظيم ضد الوجود البريطاني الذي دام لمدة 139 عاماً.

لكن ما يهمنا هنا هو مصير هذا البرج وما آلت إليه ساعته خلال الحقبة الزمنية التي أعقبت الاستقلال السياسي، لقد كان مصيره هو الإهمال وعدم الاهتمام به ، بل تعرض للتخريب وأكثر من ذلك هو تحطيم هذه الساعة وصحونها الأربعة وتم إزالة جرسها وبالتالي تعطيلها عن العمل وأصبح مبنى البرج من الداخل خرباً وفي حالة يرثى لها على الرغم من وجود نظام الاستقلال السياسي آنذاك الذي لم يكترث لهذا الأثر التاريخي وظل على حالته المهملة والمخربة حتى جاءت الوحدة اليمنية ليعود معها لهذا الأثر التاريخي اعتباره الوجودي، حيث جاء فريق فني أوروبي أو بريطاني وزار هذا الأثر التاريخي وعرف نوع الخراب وغادر مدينة عدن ثم ليعود وخلال فترة وجيزة ومع هذا الفريق المعدات الخاصة بالساعة بما فيها أربعة صحون جديدة وتم تركيبها على البرج، ولكن بدون جرس كما كانت عليه في السابق، مع العلم أنه قد تم في نفس الوقت ترميمها، وبهذا العمل الجاد والكبير عاد لهذا البرج وجهه الجميل ولبس من جديد حلته الجديدة التي افتقدها فترة من الزمن، وهنا نسوق الشكر والتقدير للجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات المعنية والسلطة المحلية في محافظة عدن بهذا الخصوص.

وفي هذه الأيام تقوم هذه الجهات المختصة بالعمل في الطريق الاسفلتي ولكن في الجزء المقابل لهذا البرج بهدف توسيعه ويبقى لنا الإشارة هنا إلى ضرورة الاهتمام بهذا البرج، الموقع التاريخي الذي يزوره كثير من السياح الأجانب ومن زائري مدينة عدن من مختلف محافظات الجمهورية حتى يكون هذا الموقع بحق أحد المعالم التاريخية والسياحية لمدينة عدن.

وفي الأخير نكرر دعوتنا لمواصلة العمل والاهتمام بهذا الموقع واستكمال الأعمال الإنشائية التي بدأت مع الأخذ بعين الاعتبار ما أشرنا إليه آنفاً، ونشد على أيديهم لما فيه الخير والصالح العام والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى