قحطان وفيصل .. وثمرة الكفاح

> «الأيام» ماهر عثمان الشعبي/ جامعة صنعاء

> في الثلاثين من نوفمبر عام 1967 تحرر أبناء جنوب الوطن من أغلال المستعمر البريطاني بعد 129 عاما من القهر والاستبداد، وهذا اليوم يعد ثمرة كفاح مسلح قادته الجبهة القومية وجبهة التحرير واندلعت شرارته من على جبال ردفان في 14 أكتوبر.

إن يوم الاستقلال لهو خير مناسبة كي يتحدث فيها المرء عن مَن قدموا أرواحهم من أجل الاستقلال وهم كثير، ومن خيرتهم الشهيدان قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي اللذان كان همهما الأول والأخير هو الاستقلال، وقد صنعا ثورة تداوي جراحات أبناء الوطن المحتل، وكان الشهيدان قحطان وفيصل في مقدمة الصفوف الأولى الذين وهبوا أرواحهم الزكية فداء لهذا الوطن.

إن هذا اليوم المجيد لم يأت بمحض الصدفة ولكن بعد دراسة مكثفة قام بها الرئيس قحطان الشعبي ورفاق دربه في الجبهة القومية عن كيفية الحصول على الإمدادات والدعم العسكري من الأشقاء في مصر وكذلك بعض التجار اليمنيين لضمان نجاح الثورة.

وبعد أن تحقق النصر والنجاح برحيل آخر جندي بريطاني من أرض الوطن عين الشهيد قحطان الشعبي رئيساً لأول حكومة شكلت بعد الاستقلال، أما الشهيد فيصل عبداللطيف فقد تقلد عدة مناصب كان آخرها رئيساً للوزراء ووزيرا للخارجية ولم تمضِ إلا أشهر قليلة حتى تم التآمر عليهما ليلقيا بعدها في غياهب السجون المظلمة وتحت الإقامة الجبرية لسنين طويلة، الأمر الذي يدفعنا للتذكير بأنهما قضيا شهيدين في سبيل وطنهما وقضيتهما ويكفي المرء فخراً أن تكون حياتهما مليئة بالنضال والعطاء ثم تختم بالشهادة.

بينما نجد أن أولئك الذين كان الغدر طابعهم وديدنهم المشين لم يجمعوا من المغانم غير الذل والهزيمة التي ظلت تلاحقهم حتى انتهت حياتهم بأشر مما فعلوه برفاق الدرب والنضال، وستقرأ الاجيال القادمة كل هذه الأحداث التي لا ينبغي أن تطوى من غير عبرة وعضة لـ (أبناء المستقبل القادم).

وأخيراً لا يمكن أن ننسى مناضلين كثيرين لا تسعفني الذاكرة لذكرهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى