العزيز الراحل محمد حمود .. سابقت الزمن فسبقك القدر

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> هكذا هي مشيئة الله، فكان النبأ الجلل، نبأ موعد لقاء أعظم، كان قد كتب في اللوح المحفوظ، لا يعلم به إلا هو كاتبه ومودعه، ومحدّد ميقاته جل شأنه رب العالمين. نعم كان القدر سباقاً نحو موعده معك منا نحن أحبابك.

عندما تلقيت عبر الهاتف نبأ فاجعة رحيلك، وأنا أصعد لاهثاً بأنفاس متقطعة من فرط السن، آخر درجات سلم مكتب الثقاقة أملاً في لقاء مع مديره العام الأخ العزيز الأستاذ عبدالله باكداده كان على الطرف الآخر للهاتف الأخ العزيز الشاعر محمد سالم باهيصمي، وقد أحس حينها وأنا أرد عليه بمعاناتي من جور بلوغ ارتفاع طوابق المبنى الأربعة من خلال زفير وشهيق اللهثة، فبادرني بأدب جم مقدراً حالتي ساعة ذاك بأنه يمكنه معاودة الاتصال بعد أن أستربح قليلاً.. إلا أنني ألححت عليه أن يحدثني بما عنده. قال:«نبأ مؤلم». قلت «أخبارنا هذا الزمان كلها آلام وحسرات». قال «محمد حمود» قلت «ما أصابه من فقد البصر قد علمته، وأنكم مع كل محبيه تسعون في جمع تكاليف العلاج» قال «بل هو أعظم من ذلك.. لقد التقاه ربه» تيبست قدماي وازدادت أنفاسي انقطاعاً.. دمعت عيناي.. سمعت صدى لصوت الحق عز وجل يتردد في مطارق درجات السلالم {إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه} صدق الحق الذي لا يحمد على مكروه سواه.

جئنا مهرولين، أنا والأستاذ أحمد السقاف صديقك الصدوق لنجثو، ونسلم على جثمانك الطاهر قبل مواراته الثرى، ففعلنا، وبكينا وصلينا عليك.. كلنا أحبابك وأصدقاؤك وأعزاؤك وهم كثر لا يحصون.

أخي الحبيب، أعلم أن لك الكثير من الأماني كنت تود لو أنها تتحقق فرحلت دونها، فاستفاق الحزن فينا قوياً، وترك في قلوبنا غصة وحرقة وألماً.

قد رحلت، وهذه مشيئة الله وحكمته في موسم رحيل من أحببنا، تغمدك الله وإياهم بواسع رحمته وفيض نوره وألهمنا وأهلك الصبر والسلوان.. إنا إليك ربي راجعون.. رحماك اللهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى