في معنى الانسداد

> سحر بعاصيري:

>
سحر بعاصيري
سحر بعاصيري
يمكن كل لبناني وفلسطيني وعراقي ان يلمس لمس اليد هذه الايام معنى بلوغ ازمته الداخلية الطريق المسدود، ويكفي كل لبناني وفلسطيني وعراقي ان يقرأ في تطورات انسداد ازمة الآخر ليتوقع تصعيدا عنده او تهدئة.

هذا الترابط توثق كثيرا منذ بدأ الكلام على احتمال تغيير اميركا استراتيجيتها في العراق وتاليا على حاجتها الى فتح حوار مع ايران وسوريا.

تحولت ارض الازمات ساحات مكشوفة للكباش بعرض القوة او بمبادرات حسن نية.

لنأخذ الازمة الفلسطينية مثلا من نقطة لافتة جدا: اعلان الرئيس محمود عباس في مؤتمره الصحافي مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس "الحقيقة كما هي" عن مفاوضاته مع حركة "حماس" في شأن تأليف حكومة وحدة وطنية.

قال انه "بعد ستة اشهر من الجهود المضنية، الان وصلنا الى طريق مسدود".

واللافت ليس اعلانه امام رايس فحسب، بل انه حصل بعدما بدا ان المفاوضات تتقدم في ظل تعاون سوري الامر الذي انعكس مرونة في مواقف "حماس" ولا سيما منها رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، وبعدما زار مشعل القاهرة واعلن قبول الحركة بدولة فلسطينية على حدود 1967.

فهل كانت مرونة مشعل في موضوع حدود الدولة مجرد "مناورة" لتغطية تشدد في موضوع الحكومة؟ هل كانت اختبارا من الحركة وعبرها من سوريا لاستعدادات اميركا في موضوع السلام والعلاقة معها في الملفين الآخرين، اي لبنان والعراق؟

هل قطع عبّاس الامل نهائيا من "حماس" وبدأ باعداد الفلسطينيين لمرحلة جديدة من الصراع الداخلي مفتوحة على كل الاحتمالات "باستثناء الحرب الاهلية" كما قال؟ هل تحدث عن الطريق المسدود لممارسة ضغوط اضافية على "حماس" لادراكه ترددها في تبديل مواقفها علنا او لادراكه تعقيدات ترابط مواقفها في الخارج؟

ام هل تكون اميركا غير راضية عن درجة "التعاون" السوري في الموضوع الفلسطيني وفي الازمة اللبنانية، خصوصا ان قرار دمشق اعادة العلاقات مع العراق كان اشارة ايجابية لاميركا؟ ام تكون اميركا توصلت واللجنة الرباعية الى ان "حماس" تحاول الالتفاف على شروط التعامل معها فقررت تكثيف الضغوط في اتجاه اتخاذ اجراء حاسم اذا فشلت الضغوط؟

واضح ان الموقف الدولي من "حماس" حازم ويريد التزامات لا تحتمل تفسيرين.

وواضح ايضا ان الدعم لعبّاس حاسم دوليا من اميركا واللجنة الرباعية وعربيا من مصر والاردن وكذلك السعودية.

وليس مصادفة ان يكون ايهود اولمرت اظهر بعد اعلان الهدنة مرونة في استعداداته للتفاوض وفي الوقت نفسه وافق على نشر "لواء بدر" المتمركز في الاردن والتابع لمنظمة التحرير في الضفة الغربية في دعم واضح لعبّاس وبما يميل بالميزان العسكري بين "حماس" و"فتح" لمصلحة الاخيرة.

الارجح ان ما اعلنه عبّاس هو نتيجة كل هذا مجتمعا.

الكبار يواصلون الكباش والفلسطينيون يترقبون التطورات بين "فتح" و"حماس" ليتحسّبوا لما سيأتي.

ولا فارق جوهريا في مثلث الازمات.

طبيعة الازمات تختلف لكن الانسداد هو هو والكباش يتواصل.

عن«النهار» اللبنانية 2 ديسمبر 2006

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى