المحطـة الأخـيرة .. الأصل والهامش

> محمد فضل مرشد:

>
محمد فضل مرشد
محمد فضل مرشد
لأنها عدن رائدة التنوير عموماً والنهضة الصحفية خصوصاً ، ليس على مستوى اليمن فحسب بل على امتداد رقعة جزيرتنا وخليجنا العربيين فإن شطبها من سجلات الريادة الصحفية وإغماط الحق المكتسب لصحفييها في حمل لواء الكلمة الوطنية النزيهة أمر مرفوض جملة وتفصيلاً من أي شخص كائناً من يكون، أو أي منظمة كائنة من تكون وأي مؤتمر أو ندوة أو فعالية صغرت أم كبرت.

هذا الموقف الشجاع سجلته «الأيام» بقوة صباح أمس بانسحاب منتسبيها وكتّابها كافة يتقدمهم الزميل باشراحيل هشام باشراحيل محرر الشؤون الخارجية المدير التنفيذي لمؤسسة «الأيام» من ندوة (الصحافة في اليمن- الهامش الذي نريد)، التي كان مقرراً لها أن تعقد، إذ تكرمت مؤسسة «الأيام» بتحمل تكاليف انعقادها في قاعة فندق عدن، وأن تبحث قضية الصحافة في اليمن وتقديم رؤى تقييمية هادفة إلى تحقيق الحرية الصحفية المنشودة في عهد الديمقراطية الذي أرسى أساساته فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، فإذا بمنظمة (صحفيات بلا قيود) تقيد الندوة بتوجه معين يضر أولاً قبل كل شيء بالالتفاف حول أخلاقيات المهنة.

فبدلاً من مناقشة المشاركين في الندوة سبل تطوير المناخ الديمقراطي وتوسيع نطاق الحريات الصحافية فوجئوا بحصر أعمال الندوة على كتاب من جزءين بعنوان: (الصحافة في اليمن - الهامش والانتهاكات) من إعداد منظمة صحفيات بلا قيود انحصرت 90% من صفحاته التي يتجاوز عددها ستمائة صفحة في استعراض مقالات صحفيين من مناطق محددة بقصدٍ. متجاهلين باقي المناطق اليمنية ، بل المخزي أن يتجاهل هذا الكتاب غالبية أعلام الصحافة والكلمة الوطنية والرأي المتنزه من المواقف والمصالح السياسية المريضة في المحافظات الجنوبية والشرقية وعلى رأسها عدن رائدة الصحافة في الجزيرة والخليج العربيين.

واذا كان ليس من حقنا أن نعترض على ما أقدم عليه الزميل الصحفي خالد سلمان من الانضمام إلى معارضة الخارج كما أننا لسنا مجبرين على التوافق مع ذلك ، إلا أننا أبناء وحفداء رواد الصحافة بعدن ولا ريادة لغيرها في هذا المجال وغيره -وعلى الجاهل العودة إلى سجلات التاريخ - لا نقبل بأن يختزل الوطن وقضاياه بمقال لزميلنا خالد سلمان وليس في ذلك من انتقاص لمكانته بل إنصاف لمكانة الوطن وتقديم قضاياه ومصالحه على قضايانا ومصالحنا الشخصية بل السياسية أيضاً.

«الأيام» ومنتسبوها وكتابها وصحيفة «الطريق» أيضاً ممثلة برئيس تحريرها الزميل الأستاذ أيمن محمد ناصر سجلوا بانسحابهم من تلك الندوة موقفاً وطنياً وحدوياً ، يستحق ثناء الجميع وإشادتهم، وبأمثالهم سيبقى الوطن هو (الأصل) وما عداه (هامش).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى