لغة «الأيام»

> «الأيام» عبدالناصر النخعي:

> عندما قدّر لي أن أكون مصححاً لغوياً في صحيفة مرموقة كصحيفة «الأيام» والشكر في ذلك موصول بأستاذي وشيخي الدكتور مبارك حسن الخليفة ، لشهادة قالها للقائمين على الصحيفة، وهذه الشهادة أعتز بها وأضعها تاجاً على رأسي إذ قال: «هذا تلميذي وابني وثقوا بما يكتبه وما يصححه، فكأنما هو أنا».

وهذا الذي أسجله هنا هو من باب الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم، فلا ينكر الجميل إلا جاحد لئيم، وقد قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام:«لا يشكر الله من لا يشكر الناس».

وأستاذنا الدكتور مبارك يصدق فيه قول سهل بن هارون:

خِلٌ إذا جئتهُ يوماً لتسألهُ

أعطاكَ ما ملكتْ كفاهُ واعتذرا

يخفي صنائعهُ واللهُ يظهرها

إن الجميل إذا أخفيته ظهراً

أقول عندما ساهمت في التصحيح اللُغوي في هذه الصحيفة وجدت أن هشاماً وتماماً وثالثة الأثافي (باشراحيل) المشهور في مؤسسة «الأيام» بـ(الباشا) وجميع القائمين على أمر الصحيفة حريصون كل الحرص على أن تخرج الصحيفة على أكمل وجه تهذيباً وترتيباً وتحقيقاًَ وتدقيقاً، لاسيما في الجانب اللُغوي، إذ كنت أظن - وبعض الظن إثم-أنهم لا يهتمون بمسائل اللغة وتصويباتها.

ولعل قائلاً يقول: إنك بهذا القول تقرر أن صحيفة «الأيام» تخلو من الخطأ واللحن، وهذا ليس صحيحاً.

فأقول: الخطأ والنقص من الأمور التي تلازم البشر وفي ذلك عبرة لمن اعتبر ودلالة على كمال الله تعالى.

فقد تجد الخطأ في أشهر الصحف العالمية، وأشهر المواقع الإلكترونية.

ولكن تبقى صحيفة «الأيام» الرائدة في الصحف اليمنية في مجال التصحيح والتنقيح ، وهذا ليس بجديد على هذه الصحيفة ، وخير مثال على ما أقول مراجعتي لعمود (قبل أربعين عاماً) قبل أن يخرج مرة ثانية للجمهور والقراء ، فلا تكاد تعثر في الخبر على خطأ إلا ما كان من حوادث الدهر وتدخلها في تغيير هيئة الورقة وشكلها .

فكأن لسان حال القائمين على «الأيام» يقول لباقي الصحف :

أولئك آبائي فجئني بمثلِهم

إذا جمعتنا يا جريرُ المحافلُ

فهنيئاً لصحيفة لا تجد فيها اللحن الواضح الذي هو للعَوَر فاضح ، ولا تقرأ فيها الكلام الساقط الذي هو لكل شر لاقط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى