يوم من الأيــام .. قالوا ثورة.. قلنا معاكم

> جلال عبده محسن:

>
جلال عبده محسن
جلال عبده محسن
بعد قيام الثورة الفرنسية في 20 يونيو 1792م ومن ضمن أربعة قوانين مؤقتة صدرت حينها كان قانون انتخاب جمعية أساسية والتي انعقدت في يوم 21 سبتمبر 1792م وهي تمثل الشعب الفرنسي، ومن أماكن جلوس أعضاء هذه الجمعية انتقلت إلى القاموس السياسي كلمات ذات دلالة على المواقف.

فعلى يمين المنصة الرئاسية كانت تجلس مجموعة من البلديات الوافدين جميعاً من المنطقة الزراعية، (ليبراليين)، أطلق عليهم اسم الجهة التي كانوا يجلسون فيها فكانوا (يمينيين)، وكانت المقاعد العليا وما يلي منصة الرئاسة يساراً من صغار المنتجين والمثقفين الثوريين، ولأنهم كانوا يجلسون على يسار المنصة، فقد أطلق عليهم (يساريون).

وفيما بين هؤلاء وهؤلاء كانت مقاعد الوسط مشغولة ببعض المترددين والانتهازيين وفاقدي المعالم كالأرض المسطحة فأطلق عليهم «البلان» (المسطحون). وبغض النظر عن المواقف ومدى صحتها وملاءمتها لواقع الشعوب والتي تأتي من اليمين أو اليسار أو من أقصى اليمين أو أقصى اليسار أو من مواقف الوسط المعتدل، فعلى الأقل هي مواقف صريحة ومعلنة وشجاعة تستحق الاحترام تنم عن وعي معين ترى من وجهة نظرها أن المرحلة تتطلب هذه المواقف أو تلك، بينما ومن بين هذا الوسط وفي كل منعطفات الحياة السياسية والاجتماعية تبرز فئة سلبية من الإمعات من الناس ضعاف الشخصية لا تعدو كونها فئة وصولية وانتهازية تافهة ليس لها هدف واضح في الحياة ولا تعلن رأيها صراحة في المواقف الجادة المطلوب منها إبداؤه خوفاً من انقلاب رأيها رأساً على عقب وتتضرر مصالحها وبدلاً من ذلك فهي تتحين الفرص المناسبة لتقول رأيها وبعد أن تكون الأمور قد استقرت وحسمت لصالح طرف ما، لا لشيء بل لتحقيق مصلحتها الشخصية الضيقة، نراها اليوم وفي مجتمعنا تمارس الدور نفسه، باسم الوحدة تتخفى فيها النزعات الانفصالية والشللية والقبلية والقروية والمناطقية، وتحت شعار الديمقراطية والتنمية الحضارية تتخفى فيها النزعات السلطوية والاستحواذ على الثروة والتخبط العشوائي، كما أنها مستعدة للتحول من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين والعكس وبيع مبادئها المنحازة إليها (بحسب الظروف) وفي عشية وضحاها في أسواق المزاد ولمن سيدفع أكثر وعلى طريقة قالوا ثورة.. قلنا معاكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى