أيــام الأيــام .. شتاء هلال الدافئ

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
نحن نعرف أن إحدى المزايا الحقيقية للاستاذ عبدالقادر علي هلال، المحافظ والإنسان هي علاقته الحميمية ببساتين التعليم وتاريخ العلم بحضرموت، ومعظم خطابه السياسي والاجتماعي يرتكز على إعادة الريادة والنهضة في أرجاء حضرموت، أو كما قال أحدهم وكأنما التعليم منذ نشأته وكل مراحله وتحديثه لدينا لم يغادر ذهن هذا الرجل، وهو يتواصل كما وكيفاً .. ظاهرة الارتباط بالتعليم ليست تركيباً يقاس على أساسه العمل الدعائي بقدر ما أنتج وقائع ناطقة بالنجاحات، وما بين الزمن والزمن فارق كبير من حيث المكان والمراحل، إلا أن الارتباط وصدق النوايا يجعلان من كل الزمان في مكان واحد، وهذا ما يحدث لدينا في المكلا وسيئون والشحر حيث نهض القلم يوماً ما.

ليلة شتاء دافئة تلك التي كرم فيها الأستاذ هلال الطلاب المبرزين المجدين والمثابرين، إذ هطلت الأمطار في كل حضرموت وسالت الأودية، وبينما هذا يحدث خارج المبنى كان الدفء يحيط بالأحباء والطلاب وآبائهم وأمهاتهم .. شيء من الحنان حلق في ليلة ذكرى الاستقلال الوطني وتضحيات الرجال والعهد للشهداء، لحظة وفاء صدقت وارتفعت إلى السماء، إنها وفاء الأجيال لحظة أن صعد إلى المنصة مصافحاً وفاتحاً ذراعيه وصدره ليجلب السرور لكل طالب وطالبة مكللين بالتفوق.. هؤلا هم من الأسماء الحضرمية من كل بيت عرف أهله قبل خمسين عاما اللوح ومن ثم السبورة إلى الزمن الجديد عصر الحاسوب.. إنها رحلة لم يقطعها هؤلاء الطلاب والطالبات منذ عهد الأستاذ عبدالله الناخبي، أحد رواد التعليم الأوائل وابنته الجليلة الراحلة الست عبودة، التي صعدت حفيدتها (نسمة عبداللاه)، حاملة الراية المشرفة والدرجة الرفيعة ومعها صعد هشام العربي، الاسم القادم من بطن مكة إلى ساحة العلم في المكلا، وهو ابن زميلنا الأديب الدكتور سعيد الجريري، كما أنه لم يخطر في بالي يوماً ما وأنا أجلس في 1958م بجانب الطالب حسين عبدالرحمن باسنبل من برع السدة، شاعر اليوم ورائد القافية الشبابية، أن أجد نور الابنة قد صعدت وهي تكرم وتمنحنا نحن الاثنين وساما امتد بحجم عمرنا المديد إن شاء الله.. هي قصة لابد أن تكتب بعيداً عن المباشرة حتى لا ينحرف الحق ويصبح العلم أساسا في الشراكة التنموية في حضرموت، فعندما تحسس الحضارم ذات يوم في بدايات القرن الماضي وما بعده جاءت الإجابة: كل التغيير لن يمر إلا من بوابة واحدة وهي التعليم في الحضر والبادية، وكل التنمية لن تمر إلا بالشراكة مع التعليم وهذا ما كان.

أسماء كثيرة صغيرة وزهور شباب وبنات وطلاب وبينهم الشاب الحضرمي الطالب عبدالله خالد مقيدحان، الحائز على المرتبة الأولى في الوطن العربي في مسابقة الخطابة بالقاهرة العام الجاري .. كل هؤلاء كانوا في حضن اللقاء الدافئ والاهتمام، حيث شتاء عبدالقادر علي هلال وما بذله من أجل ظهوره ومن ثماره اليانعة تأسيس مدرسة المتفوقين بمدينة المكلا وسيئون التي ستبدأ العام القادم.

ومثلما فعل السلف يوم كانت المدرسة الوسطى والثانوية الزراعية والنقع ومدارس أبناء البادية وتعليم الفتاة بالمكلا .. يأتي اليوم الحاضر ويظهر أبناؤنا حسام أحمد باحاج وبدر باعشن وأيمن باظروس وراغب بارهيان وعوض بانعيمون وأسماء متفوقين ومثابرين لن تتوقف قافلتهم مهما انتشر الظلام من حولنا.

تحية إلى رجال التعليم والأستاذ عبدالقادر هلال وهذا الشتاء الدافئ والربيع القادم.. ويا حضرموت افرحي وبأبنائك تفوقي!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى